منذر العتوم.. تجريد الأنفس السبع

منذر العتوم.. تجريد الأنفس السبع

18 يناير 2021
(مقطع من أحد الأعمال المعروضة)
+ الخط -

تعكس تجربة الفنان التشكيلي الأردني منذر العتوم (1972) قوة تعبيرية لونية تتّكئ على دراسته الأكاديمية المتخصّصة، وجرأته في التعامل مع اللون عبر إبراز تبايناته والحركة الدائمة في تعدّد مستويات سطح اللوحة، وتقديمه كعنصر أساسيّ في تكوينها.

"آفاق النفس" عنوان معرضه الجديد الذي افتُتح صباح اليوم الإثنين في "غاليري رؤى 32 للفنون" بالعاصمة الأردنية، عمّان، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، كفاتحة للموسم الجديد في الغاليري لهذا العام.

يضمّ المعرض واحداً وثلاثين عملاً ضمن مناخات تعبيرية تجريدية تتناول ثيمة أساسية هي الأفق في المناظر الطبيعية، من خلال التركيز على التلقائية في تشكيل العمل وانسيابيّة في انتشار البقع اللونية، وتوليد صور وانعكاسات مختلفة بفعل الغموض والإبهام الناتجين عنه.

يلفت العتوم في تقديم المعرض إلى أن الأعمال المعروضة توضحّ "كيفية ربط العقيدة بالعلم والفن وطريقة طرح الموضوع ومعالجته من خلال الآفاق الطبيعية"، وأن فكرته "جاءت بعد الاطّلاع على العديد من المصادر والمراجع التي تم اعتمادها حول دراسة الأنفس السبع نظراً لشموليتها، فلكلّ نفْس اُفق تختلف عن الأخرى سواء في صفاتها أو لونها، حيث يمكن مشاهدتها ورصدها والتعرف عليها من خلال الأفق في المناظر الطبيعية، ورصد مجموعة من الصفات لكل منها، كما يوجد إمكانية لتداخل بعض الصفات والألوان لهذه الأنفس، فهي موجوده فينا، ونسعى دائماً لأن نراها، إلا أنّ هناك ما يحجبها عنا أحياناً، كما أنّ للأفق مدارجَ تختلف من شخص لآخر تبعاً للعديد من الظروف والمتغيرات".

والأنفس السبع هي تصوّر صوفيّ بحسب الطريقة الجيلانية، وهي: النفس الأمّارة بالسوء، النفس اللوّامة، النفس الملهمة، النفس المطمئنة، النفس الراضية، النفس المرضيّة، النفس الكاملة؛ ولكلّ نفس منها صفاتها الخاصة التي تجتمع في صاحبها.

ويستند الفنان إلى أن "الأفق والآفاق هي أبعد بكثير ممّا نراه بأعيننا، كما تم ربط النفس بالأفق وإعطاء كل نفس دلالة لونية ومؤشرات يمكن الاستدلال عليها من خلال الأعمال، حيث يمكن للمتلقي من خلال مشاهدته أعمال المعرض أن يجد نفسه في أحد الأعمال، مما سيؤدي إلى الاندماج وحدوث عملية التذوق على النحو الأمثل"، بحسب التقديم ذاته.

يذكر أنّ منذر العتوم حاصل على درجة الدكتوراه من "جامعة ولاية بيلاروسيا للثقافة والفنون" عام 1999، ويعمل حالياً  أستاذاً للفنون في "جامعة اليرموك" الأردنية، وقد ألقى العديد من المحاضرات النظرية والعملية والورش التدريبية في مجال الفنون التشكيلية، في الرسم والتصوير والتربية الفنية وتاريخ الفن والتجريب بالخامات، كما أقام ثلاثة معارض فردية، هي "الحنين" (1997)، و"الطريق" (2003)، و"تراتيل" (2018).

 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون