"مؤتمر التجديد الفكري العربي".. دورة ثانية
إنْ كان من سمة تميّز حالة العلوم الإنسانية في وقتنا الراهن، فهي أنها باتت أكثر تخصُّصاً، وبالتالي فإنّ كمّية المعلومات التي تنتجها تُفضي إلى وضعية تقاطعية بين تلك التخصّصات؛ وإلى هذا السبب - ربّما - يمكن إرجاع الحيوية التي تعيشها حقول الإنسانيات في الأكاديميات العالمية حالياً.
لكنْ، هل تنعكس هذه الحيوية على الأكاديميات العربية والمشتغلين فيها أيضاً؟ هذا ما يعالجُه "مؤتمر التجديد الفكري العربي"، الذي ينطلق في دورته الثانية بعد غدٍ الخميس (2 شباط/ فبراير) في مدينة الحمّامات التونسية، وتستمرّ فعالياته حتى السادس منه.
تقام هذه الدورة تحت شعار "مجتمع المعرفة العربي والتنمية الإنسانية: تحدّيات وأبعاد"، وينظّمها كلٌّ من "المعهد العالمي للتجديد العربي"، و"المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية"، و"كلّية الآداب والفنون والإنسانيات" بمنوبة.
يشارك في المؤتمر مئةٌ وعشرون باحثاً وباحثة من دول عربية، أو من العرب المقيمين في دول أجنبية، ويقدّمون محاضرات في اختصاصات عِلمية مختلفة ومن مجالات معرفية متنوّعة تشمل عِلم الاجتماع، وعُلوم الاتصال، والحضارة، والاقتصاد، والدراسات الاستشرافية.
ويستهدف المؤتمر شريحة من طُلّاب فروع الإنسانيات، والباحثين في مراكز الدراسات، إلى جانب الأكاديميين والمختصين، كما يهدف إلى تقديم قراءة عن حال مجتمع المعرفة في العالم العربي، بالإضافة إلى مفاهيم أُخرى مثل المواطنة المستندة إلى القيَم الإنسانيّة وإلى قيَم العلم والتكنولوجيا الرقمية، ونظام المعرفة الحديث، وسلطة العقل وإحكام المنطق، المستلهَمة من قيَم التراث العربي.
كما يناقش المؤتمر أوراقاً بحثية في سبعة عشر ندوةً تعقدها الوحدات الفكرية و"هيئة الشباب والتنمية - المعهد العالمي للتّجديد العربي"، كما يتضمّن مشاركات بحثية وتعليمية ودورات تدرييبة وورشات عمل للشباب.
