ليلى بن حليمة.. عوالم غرائبية في اللوحة

ليلى بن حليمة.. عوالم غرائبية في اللوحة

26 ابريل 2021
(من أعمال ليلى بن حليمة)
+ الخط -

تتكئ ليلى بن حليمة في تجربتها التي بدأت في التسعينيات على إدماج عناصر ومفردات من التراث المغربي في جذوره المتعدّدة الأمازيغية والعربية والأفريقية، ضمن أسلوبها الذي ينتمي إلى التجريدية التعبيرية، ما يشترك مع العديد من التجارب التشكيلية المغربية خلال خمسين عاماً مضت وفق تنويعات مختلفة.

في معارض سابقة، قامت الفنانة التشكيلية المغربية الحاصلة على درجة الدكتوراه في الصيدلة برسم أجساد نساء يتراقصن على خلفية ملوّنة منقوش عليها بحروف التيفيناغ في محاكاة لنقوش قديمة، حيث السواد يتركّز في وسط اللوحة تحيط به تدرّجات الأزرق متداخلاً مع الأحمر والأصفر والبرتقالي، فيما تبرز الكتابة بلون أبيض تشتبك مع الجسد ليبدو أنه جزء منه أو منسجماً معه في الإيقاع أو الحركة.

"من العجيب إلى الرائع" عنوان معرضها الجديد الذي افتتح الخميس الماضي في "رواق المركز السوسيو-ثقافي" بمدينة تطوان، والذي يتواصل حتى الثالث عشر من الشهر المقبل بتنظيم من "مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين".

الصورة
(من أعمال ليلى بن حليمة)
(من أعمال ليلى بن حليمة)

يضمّ العمل خمس عشرة لوحة تمثل امتداداً لاشتغالات الفنانة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، والتي تستخدم في معظمها الرسم على القماش أو الورق المقوى بتقنيات مختلطة، بينما تنفّذ أعمالاً أخرى باستعمال الألوان الزيتية، بقياسات متوسطة وكبيرة  2.4 مترا على مترين، أو مترين على 1.1 متراً.

وأشارت الناقدة ليلى بلحاج، في تقديم المعرض إلى أن "فن ليلى ابن حليمة يعبر عن كلّ ما لديها من تجرد، لوحاتها هي كيانات فوق طبيعية تولد من أثر الريشة، التي تصبح أداة في خدمة هذه الكيانات التي تعبر من خلالها"، موضحة أن لوحاتها تمثّل "مجموعة أسئلة وألغاز يتعين حلها، هي نظرات تخترق جانبنا الغرائبي وتدعونا إلى العبور للجهة الأخرى من المرآة، في بعد حدوده الألوان ومفعم بالطاقة الإيجابية".

تقدّم الفنانة في لوحاتها عادة وجوه الناس والحيوانات والسماء والبحر والأرض، ححيث تبرز الكتابة بلون أبيض تشتبك مع الجسد ليبدو أنه جزء منه أو منسجم معه في الإيقاع أو الحركة، كما تستدعي المرأة في حالات متنوعة سواء في تأملها أو انتظارها أو استعراض زينتها، إلى جانب مجموعة من الأواني التي نُقشت عليها نساء باللون الأزرق في أجواء مستعارة من الرقص الصوفي، حيث ترفع اليدين في هيئة الدعاء أو المناداة، وهو تكوين يتكرّر في العديد من لوحاتها ذات المناخات الروحانية.
 

المساهمون