"لا مكان مثل الوطن": الفن الفيتنامي في الشتات

"لا مكان مثل الوطن": الفن الفيتنامي في الشتات

22 مايو 2023
عمل للفنان ك. ف. دونغ، من المعرض
+ الخط -

بعد حصول فيتنام على استقلالها من المستعمر الفرنسي عام 1945، أُعيد افتتاح "مدرسة الفنون الجميلة" في العاصمة هانوي، حيث سادت في تلك الفترة تيارات الواقعية الجديدة التي سعت إلى تخليص الفن من تأثيرات الرومانسية والحنين إلى الماضي، قبل أن تأخذ مساراً ارتبط بالمقاومة ضدّ المحتل الأميركي، بعد سنوات عدة، عبر التركيز على الملصقات الثورية والرسوم التوضيحية.

بعد جلاء القوات الأميركية سنة 1975، تأثّر الفنانون الفيتناميون بتيارات ما بعد الحداثة، التي يسلّط الضوء عليها الجزء الثاني من معرض "لا مكان مثل الوطن"، والذي افتتح في التاسع عشر من الشهر الماضي في "Museum of the Home" بلندن، ويتواصل لغاية الحادي عشر من تموز/ يوليو المقبل.

يضمّ المعرض أعمالاً لمجموعة من فناني الشتات الفيتناميين تتناول موضوع الوطن مع التركيز على ثيمات الانتماء والمجتمع والمحادثة والحنين إلى الماضي، وتستكشف مجتمعات اللجوء الفيتنامي في بريطانيا، وتمظهراتها الثقافية المتعلقة بفكرة الاستقرار والذاكرة الوطنية.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تمثّل الأعمال المعروضة تجاربَ الفنانين المهاجرين من الجيل الثاني، وتركّز بعضها على الطعام الذي يلعب دوراً في الانتقال الاجتماعي للثقافة، بالنسبة لسكان الشتات، حيث يحمل دلالةً على التقاليد والأماكن واللغات والسياقات التي تُستحضر.

في عمل بعنوان "قناع"، الذي يتكوّن من مزيج من راتنجات مختلفة مشعّة في اللون وسامة، يُثبّت زوج من الأرجل بشكل استفزازي فوق القناع، ضمن رؤية تنتقد الأُطر الاجتماعية والسياسية المعقّدة التي أنشأتها الاحتلالات الاستعمارية لأوروبا الغربية في جنوب شرق آسيا.

تبيّن أعمال أخرى العلاقة الوثيقة بين الهجرة والعولمة مقابل أعمال تُبرز السجلات غير الشرعية لللاجئين الفيتناميين في استعادة لوقائع تاريخية ترجع إلى سنوات الحرب الفيتنامية، وهي تمثّل نتاجات ثمانية فنانين فيتناميين، نصفهم ولدوا في فيتنام، والبعض الآخر من آباء لاجئين.

يشارك في المعرض ك. ف. دونغ الذي يدرس في أعماله الهوية الفيتنامية الكويرية، من خلال الرسم والأداء والنحت والتركيب، بينما تتناول هوا دونغ كليرغيت إيماءات النساء في الحياة اليومية، وكذلك الأعمال الحرفية التي نُقلت من جيل إلى جيل.

أما دونغ ثوي نغوين فيركّز على فكرة التماسك الاجتماعي وهوية المجتمع، ويناقش تسونغ مينه با فام الصوت، واللغة، والذاكرة في أعماله، ويبحث كارو غيرفي في صوره الفوتوغرافية العلاقة بين الذاكرة والخيال، وتقدّم مينه لان تران أعمالاً كاليغرافية تعكس علاقة الكتابة بالهوية.

وتتناول أ.ب. نغوين سيكولوجية السفر والحركة في سياق ما بعد الحرب، من خلال أعمال تجمع بين الخزف والنحت والفيديو، بينما يستكشف كوا فام العلاقة بين الأشياء والبشر والفضاءات، بأعمال تستند إلى خلفيته في دراسة التصميم الصناعي.
 

المساهمون