كلوديا أندوجار.. فوتوغراف لشعوب الأمازون الأصلية

كلوديا أندوجار.. فوتوغراف لشعوب الأمازون الأصلية

07 يونيو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

خلال الأيام الأخيرة، عمّت التظاهرات معظم مدن البرازيل للمطالبة بإقالة الرئيس جايير بولسونارو وحكومته التي تسلّمت البلاد عام 2019، بسبب فشله في التعامل مع فيروس "كوفيد – 19"، إلى جانب سياساته اليمينية المتطرّفة ضدّ السود والسكّان الأصليين.

يتعرّض السكّان الأصليون، الذين تقدّر أعدادهم بنحو تسعمائة ألف، لخطر إزالة الغابات في منطقة الأمازون، وهذه الخطوة تأتي بعد سنوات من الرعي الجائر وتقطيع الأشجار، الأمر الذي أدّى إلى إبادة جماعية خلال السبعينيات والثمانينيات لعدد من القبائل التي تعيش في الغابات منذ مئات السنين.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تكرّس الفنانة الفوتوغرافية البرازيلية كلوديا أندوجار (1931) عدداً من معارضها، ومنها معرضها الجديد "نضال يانومامي" الذي يفتتح الخميس، السابع عشر من الشهر الجاري، في "مركز باربيكان" بلندن، لتوثيق حياة واحد من أكبر الشعوب الأصلية في البرازيل المهدّدة بالفناء، والذي يتواصل حتى التاسع والعشرين من آب/ أغسطس المقبل.

تقاوم شعوب يانومامي من أجل بقائها حيث تسكن في جنوب فنزويلا وشمال البرازيل، واستدامة التنوع الطبيعي في الغابة التي تشكّل القيمة الأهمّ في حياتها التي انقلبت رأساً على عقب مع وصول الرجل الأبيض باحثاً عن الذهب في بدايات القرن السادس عشر وحتى اليوم.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

جمعت أندوجار أكثر من مائتي صورة فوتوغرافية، ومواد سمعية وبصرية، وسلسلة من رسومات يانومامي في المعرض، في محاولة لتعكس رحلتها كناشطة في غابات الأمازون التي استمرت خمسة عقود، للدفاع عن حقوقهم والتعريف بها للعالم.

تكشف الأعمال المعروضة جانباً من معتقدات هذه الشعوب، في محاولة لتفسير واحدة من أعرق الحضارات الزراعية التي تحتفي بمواسم الحصاد ضمن طقوس خاصة تتضمّن حرق عظام الأقارب وغيرها من الممارسات التي تنتمي إلى ثقافتهم الشامانية، إلى جانب صورة فوتوغرافية التقطت لاحقاً حيث استخدمت الكاميرا والأرشيف البصري كأداة للتغيير السياسي.

بدأت أندوجار زيارة المنطقة عام 1971، لكن بعد مضي عدّة سنوات اتخذت قراراً غيّر حياتها المهنية بعد قيام الحكومة العسكرية في برازيليا بشقّ طريق سريع عبر غابات الأمازون تسبّب بانتشار الأوبئة في المكان، وإنهاء حياة المئات الذين يعتمدون على الطبيعة كمصدر قوتهم اليومي والمباشر، حيث دشّنت حملتها من خلال استخدام الفوتوغراف كوسيلة لزيادة الوعي ودعم قضية شعوب يانومامي.

يحتوي المعرض على مقاطع صوتية من تأليف الموسيقية والمغنية مارلوي ميراندا تجمع بين أناشيد يانومامي والموسيقى التجريبية، وكذلك صور لأنشطتهم اليومية في زراعة الموز، وجمع الفواكه البرية، والبحث عن الحيوانات والأسماك التي تقوم بها النساء بينما يتفرّغ الرجال للصيد؛ حياة ملؤها الانسجام والتصالح مع الطبيعة دمّرها الغرب بدعوى التحضّر.
 

المساهمون