فكري حسن.. من علم المصريات إلى الكولاج

فكري حسن.. من علم المصريات إلى الكولاج

08 مارس 2022
من المعرض
+ الخط -

تتنوّع اشتغالات أستاذ الآثار والباحث المصري فكري حسن (1943) في عدد من المجالات، مثل أصول الزراعة، والحضارة، والفلسفة، والآثار الديموغرافية والبيئية، والنمذجة والمحاكاة الحاسوبية، كما اهتمّ بالتاريخ الاجتماعي والثقافي والعِلمي في مصر القديمة.

بعد نيله درجتي البكالوريوس والماجستير في علم الجيولوجيا، أكمل دراساته العليا في الأنثروبولوجيا وعِلم المصريات، حيث درّس في عدد من الجامعات المصرية والبريطانية والأميركية، وألّف العديد من الدراسات والكتب منها "الجفاف والغذاء والثقافة: التغيير البيئي والأمن الغذائي في عصور ما قبل التاريخ اللاحقة لأفريقيا"، و"إعادة بناء المقابر الملكية في طيبة والأقصر"، و"الرسوم الصخرية لوادي الحمّامات في مصر"، و"علم البيئة التاريخي"، و"مصر ما قبل الأُسرات".

حسن الذي يمارس الفن منذ أكثر من عشرين عاماً، يفتتح معرضه "تجلّي" عند الثامنة من مساء السبت المقبل في "إتيليه العرب للثقافة والفنون/ غاليري ضي" بالقاهرة، والذي يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري ويضمّ مجموعة من أعمال الكولاج.

الصورة
من المعرض

ويشكّل المعرض امتداداً لتجارب سابقة في النحت البارز أو الغائر، يغلب عليها الاختزال ضمن رؤية مفاهيمية تُحاكي الوجود ونشأة الكون وغيرها من المسائل الكبرى التي تشغل الإنسان منذ القِدم، إلى جانب رسوماته بالألوان المائية التي تقترب من هذه المناخات أيضاً.

في الأعمال المعروضة، يلجأ حسن إلى الورق الملوّن وتقنية القصّ واللصق ضمن أساسية تتّصل بالجسد الإنساني، الذي يقدّمه في أسلوب رمزي ضمن علاقاته مع مفردات مثل الثمار مكتملة النضج والسجّاد والوسائد وأشكال هندسية مثل الدائرة والمثلّث والخطوط المستقيمة والمتعرّجة التي تمنحها دلالات زخرفية جمالية.

تظهر الشخصيات في أوضاع راقصة أو واقفة أو مستلقية، تنزع أحياناً نحو أوضاع إيروتيكية، لكنْ دون إبراز تفاصيل الجسد، مع تركيز على إيقاعه وحركته وتفاعله مع المكان الموجود حوله، كما يحضر التباين اللوني في تضاد الألوان الباردة والحارّة داخل العمل نفسه.

يشير الفنان التشكيلي مصطفى الرزّاز (1942)، في تقديم المعرض، إلى أن فكري حسن يصوّر "الجسد العاري في أوضاع كلاسيكية غربية كما في رسوم ماتيس وفيلاسكويز وغويا، ويترجمها إلى ألوان مساحية صافية مع إضافة خطوط تحديد 'مينيمالية'، كما يعالج الخلفيات بنفس المنطق الكلاسيكي مع اختزال مدهش للتفاصيل كأشكال الوسادات أو المساحات المنثورة في الخلفية/ لتحوم بإيقاع خفيّ ودرجات لونية جسورة، كالأصفر الليموني والأخضر السماوي. ويصوّر كتلة الجسد كمساحة تتماسك نتوءاتها مع مساحة الخلفية ذات اللون المهيمن على التكوين، أو بصيغها في أوضاع منظورية آيزومترية ومساحية مع خطوط تمثيلية قليلة، ملوّنة أحياناً، لتشير إلى الاتّجاهات التشريحية بذكاء وحكمة".

المساهمون