صوت جديد: مع وسام الموسوي

صوت جديد: مع وسام الموسوي

03 ديسمبر 2021
وسام الموسوي ـ القسم الثقافي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "الشاعر الجادّ علامة منفلتة على الأبد، وحقيقة لا تكفّ عن كونها صورة مكثّفة للتحرُّر من كلِّ ما هو مكتوب وسيُكتَب"، يقول الشاعر العراقي.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- الكتابة الجديدة، برأيي، هي إعادة تأهيل للشاعرية بطريقةٍ أجمل، شريطة أن تتّخذ أسلوباً جديداً من حيث اللغة والفكرة معاً، لا سيَّما الأفكار المبتكرة بطريقة مفكَّر بها. ناهيك عن الجديّة التي تأخذ منحنيات أخرى في عملية الكتابة التي هي مَهمَّة شاقّة ولذيذة في الوقت نفسه.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيلٍ أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- برأيي، الشاعر الذي يهتمّ بهذه التفاصيل، سيكون فريسةً لفخاخ التأثّر بمَن قبله أو بمجايليه. لا أهتمّ شخصياً بهذه المفاهيم، لأنَّها تضع الشاعر في محدوديةٍ واضحة، وهذا لا يُحَصِّنَه من فخِّ تكرار تجارب مَن سبقوه أو مجايليه. الشاعر الجادّ علامة منفلتة على الأبد، وحقيقة لا تكفّ عن كونها صورة مكثّفة للتحرُّر من كلِّ ما هو مكتوب وسيُكتَب.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- العَلاقة هنا تتَّبع ثقافة الشاعر، ورأيَه بما يُطرح من أيِّ جيل قبله أو معه. شخصيّاً، علاقتي مع الشعر لا مع الشعراء، ولأسبابٍ تَتَعَلَّق بما أفكّر فيه، من خلال الإخلاص لمفهوم الشعر الذي أعتبره خلاصاً إنسانياً، بعيداً عن كلّ الدخلاء عليه. "الأجيال" مفهوم أكاديمي وأنا بعيد جدّاً عن الأكاديمية التي تضع الشعر بين قوسين في أغلب الأوقات، رغم أن الشعر هو الصورة المكثَّفة للتحرُّر والانفلات معاً.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- أعترف بأنّي بعيد جدّاً وشبه منعزل عن الوسط الثقافي، لأنّي أعتبر أن بعض الأوساط الثقافيَّة، التي تقود المؤسّسات الثقافية وتتصدّر المشهد، مؤدلجة، أو تُطوّع الثقافة لتوجّهاتها، وهي لا يعوّل عليها، لأنها لم تخرج وفْق ما يتطلّبه الموقف الوطني تجاه كلّ مَن أراد سوءاً بهذه البلاد: العراق.

الأجيال مفهوم أكاديمي والشعر صورة مكثَّفة للتحرُّر والانفلات

■ كيف صدر كتابك الأوّل وكم كان عمرك؟

- اكتمل كتابي في سنة 2016، وبقيت متريِّثاً في ما يخصّ طباعته، لظروف شخصية، حتى أصدرته في 2019 عن "دار عدنان للطباعة والنشر". وكان عمري وقتها 29 عاماً.


■ أين تنشر؟

- في المستقبل سأنشر عند كلِّ مَن سيطبع لي مجّاناً، وحسبي أنّي سأكتفي بقارئٍ واحدٍ جادٍّ وحقيقيّ، وهذه الحقيقة افترضتها وعشتها منذ تجربة كتابي الأول الذي أصدرته. أمّا النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنا أكثر تريُّثاً من قبل، لدواعٍ عديدة. أنشر بين فترة وأخرى في صحف عربية وعالمية، وتُرجمت أغلب نصوصي لأكثر من لغة.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- دائماً أقولها إن الشاعر يجب أن يقرأ أكثر ممّا يكتب. أمّا علاقتي مع القراءة، فهي علاقة يوميّة، سواءً كانت أدبية، أو فكريّة، أو فلسفيّة. وبخصوص التخطيط، فكلَّما أقرأ كُتباً فكريّة أو فلسفيّة، أقرأ بين الاثنين كتاباً شِعريّاً، ولا أعرف لماذا اتَّخذتُ هذه المنهجيّة في القراءة، لكنّي أحيل هذا السبب لشعوري بأنَّ الشعر هو النافذة، والمتنفَّس الوحيد الذي لا بدَّ منه مع كلِّ قراءة.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- نعم، أقرأ بالإنكليزية، وأطمح أن أتعلّم الألمانية والفرنسية.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟

- الترجمة نافذة مهمّة لكلِّ مَن أراد أن يُقرأ شِعرُه بلغةٍ أخرى، شريطة أن يكون المترجم يملك شاعريَّةً أو ذوقاً أدبيّاً واضحاً، ومكتزناً بالثقافات الأخرى، خصوصاً ثقافة الكِتاب الذي يريد أن يترجمه، لأن الترجمة مهمّة شاقّة وتتطلّب أن تتوفّر لدى المترجم الصفات أعلاه كي يظهر الكتاب بترجمةٍ يافعة، بحرصها الوافر على الأمانة الأدبية، ليتمّ نقلها بكامل عفويّتها وسلاستها.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟

- لي كتاب عنوانه "قلق الطين"، وهو عبارة عن تساؤلات حول ثورة تشرين العراقية وأحداثها عام 2019، ولديَّ مجموعة شعرية ثانية ستكتمل قريباً.


بطاقة

شاعر من العراق، من مواليد عام 1990. أصدر مجموعته الشعرية الأولى، "ألهو مع الهاوية"، عام 2019. تُرجمت نصوصٌ له إلى الإنكليزية، والبلغارية، الفرنسية، والفارسية. ينشر في العديد من الصحف العراقية والعربية.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون