صوت جديد: مع أصالة لمع

صوت جديد: مع أصالة لمع

23 اغسطس 2022
أصالة لمع (العربي الجديد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "نعيش في عصر يوحي بأنّ الكتابة أسهل وفي متناول أيّ أحد"، تقول الشاعرة اللبنانية في حديثها إلى "العربي الجديد".


■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
الكتابة هي الكتابة. نخطئ برأيي إن حاولنا تفكيكَها وتنميطها. الكتابة بالنسبة لي حالة تشبه الأمطار الاستوائية، غزيرة وغير متوقّعة، تصيبك دون أن تشعر ولا تستيقظ إلّا حين ينهض النصُّ من بين يديك ويدلُّك هو على نفسِك. لا أعتقد أن هناك كتابة قديمة وأُخرى جديدة. ربّما نعيش في عصر يوحي بأنّ الكتابة أسهل وفي متناول أيّ أحد، إنما، في الحقيقة، الكتابة كانت دوماً حقّاً للجميع. ربّما إمكانية النشر، التي باتت سهلة ومتوفّرة، هي التي تغيّرت، وأوافق أنّ هذا أدّى في بعض الأحيان إلى إغراقِنا كقُرّاء بكتبٍ بمُستوياتٍ متفاوتة.

■ هل تشعرين نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
لا أعرف إن كانت لجيلنا الحالي ملامح معيّنة. أعتقد أنّني أنتمي إلى جيلٍ ما زال متأثّراً بكبار كُتّاب الحِقبة الماضية. لم تتشكّل هويةُ جيلنا الأدبية بوضوح، رغم بروز أسماء عديدة، خصوصاً في الرواية العربية في السنوات الأخيرة. في الشعر، ما زلنا متأثّرين أيضاً بأبرز شعراء فترة الحداثة.

■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
تجربتي لا تزال جديدةً في الوسط الأدبي. إنما لدي علاقاتٌ جيّدة مع كُتّاب وشعراء ومُترجمين سبقوني في هذا المجال. أحبُّ أن أسمع آراءهم في ما أكتب. أنا ناقدة متشدّدة مع نفسي، وأعتبر أنّ على الشاعر أو الكاتب عموماً أن يصغي لما يُقال عنه. النقاشات مع هؤلاء الأشخاص عن قصيدةٍ أو أحياناً عن مفردة واحدة في قصيدة أعتبرها حاجة وضرورة، بالإضافة إلى أنها متعةٌ حقيقية.

■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
أنا لبنانية، لكنّني مقيمة خارج لبنان. لديّ معارف في الوسط الثقافي اللبناني، من شعراء وكُتّاب ونقّاد، إنّما بحكم عيشي في الخارج، يتعذَّر عليّ أن أُشارك في هذه الحياة الثقافية بشكلٍ كامل. 

■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
أكتب منذ مدّة بعيدة. كانت الكتابة دائماً ملاذاً ووسيلة للنجاة. لم أفكّر بالنشر إلّا قبل صدور مجموعتي الشعرية الأولى ببضعة شهور. كتبت قصائد عدّة تشبه بعضها في الأسلوب والفكرة، وأطلعتُ أصدقاء شعراء عليها، منهم الصديقان أحمد سالم ومهدي منصور. شجّعني الأصدقاء على عرض المجموعة على دار للنشر، فتواصلت مع الأستاذ عبد الله الغبين، مدير دار "أثر"، وبعد قراءته للقصائد أبدى رغبته بنشرها، وخلال شهرين كانت المجموعة في "معرض القاهرة الدولي للكتاب". كانت تجربة جميلة فعلاً، وكان عمري حينها 32 سنة.

أحبّ الكتب التي تتّخذ من الكتب والقراءة موضوعاً لها

■ أين تنشرين؟
نُشِرت مجموعتي الشعرية الأولى مع دار "أثر" بالرياض. كانت لي تجارب نشرٍ في بعض المواقع الإلكترونية والصحف العربية، مثل "النهار" اللبنانية. وأنشُر بشكل منتظم عبر صفحَتَي على تويتر وفيسبوك.

■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
أعدُّ نفسي قارئةً بالأساس، كما قال بورخيس. أقرأُ كلّ شيء: الروايات والشعر والمقالات... قراءاتي ليست منهجية، لكنها ليست عشوائية أيضاً. تخضعُ كثيراً - ويا للأسف - لعامل الوقت، كوني أعمل بدوام كامل في مجال الأبحاث السرطانية. أتابع عموماً الإصدارات الجديدة، وأحرص على تطوير قراءاتي للكلاسيكيات العربية والعالمية. يحتلُّ الشعر طبعاً مكانةً كبيرةً في قراءاتي، كما أحبّ الكتب التي تتّخذ من الكتب والقراءة موضوعاً لها.

■ هل تقرئين بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
أقرأ بالفرنسية، وهي لغة أحبّها وأتقنها، وهي اللغة التي أستخدمها في حياتي اليومية، حيث إنني أعيش في فرنسا.

■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكِ؟
أنظرُ إلى الترجمة بعين الامتنان. نبيلٌ جداً أن نخطو بالثقافة فوق حاجز اللغة، وهذا ما تقوم به الترجمة. لولا الترجمة، لمَا كان القارئ العربي قادراً على قراءة ماركيز ونيرودا وكونديرا وسكارميتا وألليندي وغيرهم الكثير. تخيّل أيّ ظُلم كان هذا ليكون. طبعاً أتمنّى أن تُترجم أعمالي، أن تقفز أيضاً فوق حاجز اللغة وتصل إلى ثقافات أُخرى ستقرأها حتماً من زوايا أُخرى. الترجمة غنىً للكاتب ولعمله معاً.

■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك القادم؟
أكتب - كما أقرأ - كلّ شيء: الشعر، والقصص والمقالات أحياناً. الآن أكتبُ الشعر طبعاً. لديّ عددٌ كبير من القصائد، بعضها يشبه قصائد المجموعة الأولى وبعضها بأسلوب جديد ومواضيع مختلفة. لكنّني لا أريد أن أتسرّع بنشر مجموعتي الثانية. كما أكتب النثر أيضاً، ولدي حلم بأن أكتب رواية، رواية تكون شاعرية جداً، إلى حدّ تبدو فيه كأنها قصيدة طويلة.


بطاقة
شاعرة لبنانية من مواليد عام 1989. حائزة على دكتوراه في العلوم السرطانية، وتعمل باحثة في هذا المجال في فرنسا، حيث تقيم منذ عشر سنوات. نشرت عدداً من المقالات في مواقع وصحف عربية خلال السنوات الماضية، وصدرت مجموعتها الشعرية الأولى "التفاتة نحو نغمة خافتة"، هذا العام، عن "دار أثر".

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون