"سينماتيك الجزائر": ذاكرة ستّة عقود

"سينماتيك الجزائر": ذاكرة ستّة عقود

27 يناير 2023
يوسف شاهين في "سينماتيك الجزائر"
+ الخط -

قبل أيام، مرّت الذكرى الثامنة والخمسون لتأسيس "متحف السينما الجزائرية" (سينماتيك الجزائر)، والتي افتُتحت بعد سنوات قليلة من استقلال البلاد، تحديداً في الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير 1965، في نادي سينما يعود إلى الفترة الاستعمارية، ويقع في شارع العربي بن مهيدي وسْط الجزائر العاصمة.

ويقف وراء تأسيس "السينماتيك" عددٌ من ممارسي الفنّ السابع وهواته في الجزائر؛ ومن بينهم السينمائي والمناضل في الثورة التحريرية أحمد حسين، الذي سيُصبح أوّل مديرٍ لها. ومنذ افتتاحها، حصلت المؤسَّسة، التي باتت تَتْبع "المركز الجزائري للسينما" اليوم، على نُسخ لكثير من الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة. ومع بلوغها قرابة ستّين عاماً من عمرها، باتت تجمع أكثر من ستّين ألف مادّة تتوزّع بين الأفلام والوثائق السينمائية من صُوَر ودوريات وملصقات.

يمكن القول إنّ "السينماتيك" تعكس، بشكلٍ ما، ما شهده الفنُّ السابع في الجزائر بشكل خاص، والبلد بشكل عام، من تحوُّلات؛ ليس من خلال محتوياتها فحسب، بل من خلال المراحل التي مرّت بها؛ من كونها قِبلة للجمهور في الستّينيات والسبعينيات والثمانينيات، أيامَ كان الناسُ يتوافدون إلى السينما بكثرة، إلى كونها "متحفاً" لا يفتتح سوى في مناسبات معدودة، ولا يرتاده سوى القلّة.

بين الزمنَين، كان المبنى أشبه بمدرسةٍ لكثير من هواة السينما الذين سيصبحون محترفين في ما بعد، في التصوير والإخراج وغيرها من المهن السينماتوغرافية، وملتقىً لعدد من الأسماء السينمائية البارزة: يوسف شاهين، ونيكولا راي، وجوزيف لوسي، ولوتشينو فيسكونتي، وكوستا غافراس، وجان لوك غودار، وجيلّلو بونتيكورفو، وإيتوري سكولا، وفولكر شويندورفر، يُضاف إلى هؤلاء عددٌ من الشخصيات المعروفة بمواقفها المناهضة للاستعمار.

وخلال الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر في التسعينيات، ظلّت أبواب "سينماتيك الجزائر" مفتوحةً، كشكل من أشكال المقاومة الثقافية للتطرُّف الذي ضرب البلاد لأكثر من عقد.

في السنوات الأخيرة، يجري العمل على تحويل "سينماتيك" إلى شبكة تضمّ إحدى عشرة قاعة. ويقول مديرها، عادل مخالفية، في تصريحات صحافية، إنّ من بين مهامها الأساسية جمع وحفظ كلّ الأفلام والإنتاجات السينمائية، وخصوصاً تلك المتعلّقة بتاريخ الجزائر والسنوات الأولى للاستقلال، مضيفاً أنّه جرت الاستعانة بمختصّين وخبراء في الترميم والرقمنة من أجل حفظ هذا التراث السينمائي.

المساهمون