رسول محمد رسول: حاجةٌ عراقية لإدوارد سعيد

رسول محمد رسول: حاجةٌ عراقية لإدوارد سعيد

18 يونيو 2021
(إدوارد سعيد في رسمٍ على واجهة محلّ في سان فرانسيسكو)
+ الخط -

قبل أيّام، صدر للباحث العراقي رسول محمد رسول كتاب "إدوارد سعيد: المثقّف الراديكالي"، عن "دار الرافدين". عملٌ يسعى فيه رسول إلى تقديم سيرةٍ للمفكّر الفلسطيني الراحل (1935 - 2003)، باعتباره مثقّفاً شكّلت الممارسة النقدية محوراً أساسياً في تجربته. ينظر المؤلِّف إلى صاحب "الاستشراق" باعتباره "ناقداً جذرياً" و"مثقّفاً صادقاً مع قضيّته". عملٌ ينطلق من تجربة سعيد ليُلقي نظرةً على الاشتغالات النقدية وأنواعها، وعلى علاقة المثقّف بواقعه. هنا وقفةٌ لـ"العربي الجديد" مع الباحث العراقي.


■ كتابك الأخير حول إدوارد سعيد حمل عنواناً ثانوياً هو "المثقف الراديكالي". ما المعاني التي تحملها هذه الصفة؟ 

- ما فعله إدوارد سعيد هو دفاعٌ حقّ، وليس خدعة. سعيد لا يخدع أحداً؛ إنه مثقّفٌ صادق مع قضيّته، وهو بهذا المعنى مثقّف راديكالي. ولا بدّ لنا، في العراق، من اعتباره أنموذجاً للمثقّفين. الحاجة إلى قراءته والاطّلاع على نموذجه باتت ضرورةً بعد ما جرى في البلاد منذ سنة 2003 من احتلال أميركي وأزماتٍ سياسية.

الصورة
رسول محمد رسول - القسم الثقافي
(رسول محمد رسول)

■ كيف تصف أهمّية سعيد بالنسبة إلى الثقافة العراقية؟ وما الذي يمكن أن يقوله للعراق اليوم؟

- أريد أن أسأل في البداية: هل قرأ العراقيون إدوارد سعيد؟ لا أعتقد أنهم قرأوه قراءةً يستحقّها. ربما اطّلعوا على نقده للاستشراق، لكنهم لم يقرأوه كناقد جذري، كناقد لأحوال العالم، لتجربة المنفى وللرواية. هذا النقص هو الذي حاولتُ سدَّه في كتابي. تحضر الحاجة إلى قراءة إدوارد سعيد في سياق الأزمة التي يعاني منها العراق اليوم، في ظلّ وجود سياسيين يعملون لصالح المشروع الإيراني - الذي يريد تحويل العراق الى ضيعة فارسية - ويتاجرون بالعراق. لكي نقارع ذلك، لا بدّ من رؤية ومنهج جذري يضعان المحتلّ الفارسي، ومَن سار على نهجه داخل العراق، على مسطرة الرفض الجذري الراديكالي. تلك هي مهمة كلّ المثقفين العراقيين حالياً. ويمكن لإدوارد سعيد أن يُعطي نموذجاً عن هذه المهمّة، باعتباره مثقّفاً جذرياً في التعامل مع قضيّته الفلسطينية العربية وكذلك الإنسانية. 


■ كيف قرأ إدوارد سعيد الاحتلال الأميركي للعراق ومرحلة ما بعد الاحتلال؟

- الاحتلال، أيّ احتلالٍ، هو أمرٌ مرفوض تماماً، وهذا ما ذهب إليه إدوارد سعيد بصدد الاحتلال الأميركي للعراق. وكان بالتأكيد ليفعل الأمر ذاته في ما يخصّ الاحتلال الإيراني.  

الصورة
إدوارد سعيد - القسم الثقافي
(غلاف الكتاب)

■ ما الذي يحتاجه العراق ليملك مفكّرين مثل إدوارد سعيد، يدافعون ضدّ الخراب الذي أصاب البلد من الاحتلال الأميركي قبل كل شيء، ويلفت انتباه الثقافة العالمية إلى مظلوميّته؟

- نحتاج إلى مثقّفين يملكون رؤيةً واضحة، يقولون "لا" بوضوح، كما فعل سعيد؛ إلى مثقّفين يقولون "لا" لكلّ النماذج التي أحالت العراق إلى خرابة وإمارات إيرانية. مَن يعيد هذه المدن العربية إلى نسَقها العربي العراقي؟ وحدهم المثقّفون الراديكاليون، بشتّى أشكالهم، يستطيعون ذلك.

المساهمون