رحيل عبد اللطيف الأرناؤوط: صلة وصل عربية ألبانية

رحيل عبد اللطيف الأرناؤوط: صلة وصل عربية ألبانية

06 مارس 2022
عبد اللطيف الأرناؤوط (1931 - 2022)
+ الخط -

من خلال نشر القصة والشعر في المجلّات الأدبية، بدأ الكاتب عبد اللطيف الأرناؤوط (1931 - 2022)، الذي رحل عن عالمنا أوّل أمس، مشواره الإبداعي. ولكن انهماكه الرئيسيَّ كان في الترجمة. والمفارقة أنّ ذلك أتى ضمن معنيَين يحتملها المصطلح: نقل النصوص من لغة أُخرى، والتعريف بالشخصيات الثقافية.

كانت ترجمات الأرناؤوط في خمسينيات القرن الماضي من الأدب الألباني محاولةَ انفتاح مبكّرة في العربية على هذه الثقافة المنسية رغم روابط الدين والجيرة الجغرافية. ولعقود متتالية حاول تقديم مختلف وجوه الثقافة الألبانية من رواية وشعر ومسرح وتاريخ وأدب أطفال.

ممّا نقله من الألبانية، نذكر: "جنرال الجيش الميت" و"الحصن" و"العرس" لـ إسماعيل كاداريه، و"ملحمة مدينة كوريين" و"عرس ساكو" لـ واث قريشي، و"صيف لن يعود" لـ بسنيك مصطفاي، و"عودة فيليب لاتينوفيتش" لـ ميروسلاف كرليدجا، كما نقل كتاب "ألبانيا عبر التاريخ" لـ كريستوفر أشري.

في الاتجاه العكسي، قدّم عبد الحميد الأرناؤوط الأدب العربي في اللغة الألبانية، كما كتب بنفسه شعراً ونثراً وأبحاثاً بهذه اللغة. وضمن انشغاله بأدب الطفل، نقل كتابات بلقانية موجّهة للأطفال، وصاغ مجموعة من قصص الأطفال الرائجة في سورية باللغة الألبانية.

كما ترجم الأرناؤوط المسرح من عدّة بلدان بلقانية، فعرّب "أرضنا" للكاتب الألباني كول ياكوخا، و"عائلة صياد السمك" لمواطنه سليمان بتاركا، و"كرالييفو" للكرواتي ميروسلاف كريجا، و"ملك بيتايا نوفا" للسلوفيني إيفان تسانكر.

قدّم الراحل تراكماً في كتابة السير والدراسات، ومن أبرز ما أصدر في هذين المجالين: "معروف الأرناؤوط: رائد الرواية التاريخية في سورية"، و"شفيق جبري: شاعر الشام"، و"عبد القادر الأرناؤوط: الأديب، الشاعر، الفنان"، و"عبد العزيز عبد المحسن التويجري: مواقف من الحضارة والتراث"، و"الشاعر سلمان العيسى".

خصّص الكاتب والمترجم السوري الراحل جزءاً من هذا الحقل للتأليف حول الأدب النسوي. ولعلّ أبرز هذه الأعمال كتاب حول شقيقته الشاعرة عائشة الأرناؤوط، كما تناول بالدرس غادة السمان، وسعاد الصباح، وأحلام مستغانمي، وليلى العثمان، كما صدر له كتاب في جزأين بعنوان "دراسات في الأدب النسائي المعاصر".

كما اهتمّ عبد الحميد الأرناؤوط بتوثيق تجربته الخاصة، ومن مؤلّفاته في هذا الصدد: "تجربتي مع الثقافة والأدب"، و"أوراق بعد الستين من العمر". وفي المحصّلة، تجاوزت حصيلة الكتب التي أصدرها مئة كتاب بين تأليف وترجمة.

المساهمون