رحيل حسب الشيخ جعفر: حياة للشعر

رحيل حسب الشيخ جعفر: حياة للشعر

12 ابريل 2022
حسب الشيخ جعفر (1942 – 2022)
+ الخط -

ينتمي الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر (1942 – 2022) الذي رحل امس الإثنين إلى جيل الستينيات في المشهد الشعري ببلاده، لكنه حفظ لنفسه موقعاً متمايزاً عنهم بخروجه عن قضايا كبرى كانت تشغل أشعارهم في سياق الحلم بتغيير الواقع، بينما هو انشغل بتغيير القصيدة نفسها.

ولد الراحل في ناحية هور السلام بمدينة العمارة جنوب العراق، وبعد أن أكمل تعليمه الثانوي انتقل إلى موسكو ليدرس في "معهد غوركي للآداب" عام 1959، وينال درجة الماجستير في الآداب عام 1965، ثم عاد إلى العراق وعمل في الصحافة والبرامج الثقافية الإذاعية، كما عمل محرراً في الصحافة الثقافية البغدادية حتى التسعينيات.

سعى جعفر منذ صدور مجموعته الأولى "نخلة الله" عام 1969، إلى تطوير التقنيات الدرامية والسردية في قصيدته كما وظّف عناصر التراث العراقي والعربي فيها، إلى جانب ما تضيئه نصوصه من تواصل مع ثقافات متعدّدة وانفتاحه على الفكر والفلسفة وفنون العصر.

وقال في مقابلة صحافية سابقة إن "الانطلاق من التجربة الشخصية أساس الشعر العظيم، ولكن يجب أن يحاذيه  خلق لمفردات ورؤى جديدة، تستطيع أن تقرب الأحاسيس وترقى بمحتوياتها، فالشاعر إن لم يضف شيئا آخر، شيئا غير مشابه، لم يكن إلا تكراراً أو إعادة لما سبقه".

الشاعر الذي عاش في موسكو فترات طويلة من حياته، لفت في المقابلة نفسها إلى أن "الشاعر الفذ والحقيقي يعيش غربتين؛ غربة مكانية وغربة زمانية. لأن الشاعر لا ينتمي إلى مكان جغرافي بعينه، إنما ينتمي إلى العالم ككل. وانتماؤه إلى العالم ككل يجعل منه غريباً، فأنا شخصياً أنتمى إلى العالم ككل أو في الأقل إلى بقع جغرافية محددة هي التي أجد نفسي فيها منسجماً، وعندما أجد نفسي في بقعة لست على اتفاق معها فهي ليست بالنسبة لي وطناً، كما أن القرية الطفولية أو المدينة الطفولية هي المنطلق الأول لغربة الشاعر..".

أصدر جعفر العديد من المجموعات الشعرية، من بينها: "الطائر الخشبي" (1972)، و"زيارة السيدة السومرية" (1974)، و"عبر الحائط في المرآة" (1977)، و"أعمدة سمرقند" (1985)، و"في مثل حنو الزوبعة" (1988)، و"كران البور" (1993)، و"رباعيات العزلة الطيبة" (2010) و"تواطؤاً مع الزرقة" (2011)، وصولاً إلى العام الجاري حيث صدرت أعماله الشعرية الكاملة في بغداد.

واهتمّ أيضاً بنقل العديد من التجارب الشعرية الروسية إلى المكتبة العربية، حيث ترجم نصوصاً لكلّ من بوشكين وألكسندر بلوك وسيرغي يسينين وفلاديمير ماياكوفسكي وآنا أخماتوفا ورسول حمزاتوف وآخرين.

آداب وفنون
التحديثات الحية

 

المساهمون