رحيل إلياس ديب.. حين صمتت "طاحونة الصدى"

رحيل إلياس ديب.. حين صمتت "طاحونة الصدى"

15 فبراير 2021
(إلياس ديب، 1945 - 2021)
+ الخط -

أصدر الفنان التشكيلي اللبناني إلياس ديب (1945 – 2021)، الذي رحل أول أمس السبت في باريس، كتاباً بعنوان "طاحونة الصدى: نصوص عفوية ورسوم من سفر العجب" عام 2012، يتضمّن نثراً يعبّر عن صراع مع المرض الذي جعله يقيم في مستشفيات عديدة.

يكتب عن دوافع كتابته هذه بأنها "ربما جاءت إلى خاطري للهرب من فكرة الموت والفناء التي زارتني في حجرة العناية الفائقة. ربما جاءت لدفن الضجر في غرفة الاستشفاء كما في مركز التأهيل". ويكتب في القصيدة التي تحمل عنوان الكتاب: "بين غفوات وحلم يعبر الليل جفوني خفيفا كالسراب/ يوقظ النفس لحظة نور قرب الفجر عند مفارق الشفاء/ ويبقى الجسم فوق سرير الانتظار/ ابواق الحلم تصدح في شعرها الاحمر من هي/ أهي الحياة؟/ تعلو أشرعة الغياب ومراكب الضباب تنتظر... الموت قريب؟".

رأى أن الحركة التشكيلية في لبنان مصابة بارتباك كبير لعدم وجود خطة رسمية للفنون

حاز ديب درجة الدكتوراه في العلوم البصرية والفنون من "جامعة السوربون" عام 2003، والتي نال منها درجتي البكالورويس والماجستير، إلى جانب نيله درجة الدبلوم في الجدرايات في "المعهد العالي لفنون الديكور" في سنة 1975.

وعمل مدرساً في "معهد الفنون" بـ"الجامعة اللبنانية" منذ عام 1994، وأدار العديد من ورش عمل في فن الإيقونوغرافيا، وله سلسلة دراسات حول الفنون النظرية والتطبيقية، وكتاب تحت عنوان "الأداة السحرية: قراءات في كفّ جبران"، والذي حلّل فيه الأعمال الفنية للشاعر اللبناني (1883 – 1931).

الصورة
(إلياس ديب في أحد معارضه السابقة)
(إلياس ديب في أحد معارضه السابقة)

كما شارك ديب في العديد من المعارض الفردية والجماعية في فرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وهولندا، وسويسرا، والأرجنتين، ومصر، والعراق، وتونس، والكويت، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى لبنان.

وانخرط في المشهد التشكيلي في بلاده، وكانت له محاولاته حين ترأّس "جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت" عام 2012، حيث رأى أنّ الحركة التشكيلية في لبنان مصابة بارتباك كبير لعدم وجود خطّة رسمية تشمل الفنون البصرية، وباقي الفنون، والتي يجب أن تصمّم على ضوء تطوّر المجتمع، وهو ما عكسته رؤيته في إدارة الجمعية حين حاول إدماج الفنّانين الشباب عبر الانفتاح على طلبة كليات الفنون وعرض مشاركاتهم، وآمن بأهمية العمل الثقافي كأساس في تطوير المجتمع والنهوض به.

يقول ديب في مقطع من قصائد "طاحونة الصدى": أموت.. أموت بلا خوف/ أموت (أبي وأمي هل ألقاهما هناك؟)/ كيف تنتظم الفصول عند مداخل الخلود؟/ قبل اقفال بوابة الحقيقة في عين المكان والزمان/ يظهر وجود افتراضي تضمه الصلاة/ إلى صدرها أنفاساً ترانيم حياة".

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون