راجي عنايت.. رحيل كاتب من المستقبل

راجي عنايت.. رحيل كاتب من المستقبل

19 نوفمبر 2020
راجي عنايت
+ الخط -

الكتابة عن الخيال العلمي والعلوم بالعموم والمستقبليات لم تكن دائماً موضوعاً أثيراً ودارجاً في الثقافة العربية، ومن أبرز الكتّاب في العلوم ودحض الخرافات والتفكير في المستقبليات والخيال العلمي الكاتب المصري راجي عنايت (1929-2020) الذي رحل عن عالمنا قبل أيام في القاهرة وقد تجاوز التسعين. 

كان عنايت، ابن أسيوط في الصعيد المصري، يدعو في كتاباته في مرحلة مبكرة إلى تأمل التاريخ بعين الطائر، المنظور المستخدم في رسم العمارة، وليس بمنظور عين النملة (المستخدم أيضاً في العمارة)، أي تقديم قراءة بديلة للتاريخ بدلاً من تسلسل الحروب وسقوط وظهور الممالك، ورؤيته على شكل حضارات متواترة، وقال منذ السبعينيات إن "تاريخ العالم يشهد زلزالاً يتحول فيه من الموجة الحضارية للصناعة إلى الموجة الحضارية للمعلومات، وهذا سيغير كل شيء في طرق الإنتاج وفي طرائق المعرفة".

انهمك عنايت بعد اطلاعه على بعض كتّاب علوم المستقبل الأميركيين بالتعمق أكثر في هذا العالم، ويعد من رواد الكتابة في هذا النوع، وقد أصدر كتاب "مستقبل الشرق والغرب" في مطلع الثمانينيات، وتحدث فيه عن سقوط الاتحاد السوفيتني والنظام العالمي الجديد، ضمن تحليل سياسي علمي لما يمكن أن يكون عليه مستقبل الأنظمة.

أصدر الراحل أكثر من ثلاثين كتاباً، كانت معظمها على شكل سلاسل من بينها سلسلة "عجائب بلا تفسير" وكانت تتناول مواضيع لم يجد لها العقل الإنساني تفسيراً، وضمت ظواهر وقصصاً عجيبة وحكايات تتعلق بالباراسايكولوجي. 

الصورة
من منحوتات راجي عنايت
من منحوتات راجي عنايت

من بين سلاسله التي لقيت رواجاً كبيراً: "أغرب من الخيال" وضمت عشرين كتاباً، ومن بين كتبه المستقبلية: "أزمة الفكر العربي"، و"حكايتي مع المستقبل"، و"الابتكار و المستقبل"، و"هذا الغد العجيب"، و"أحلام اليوم حقائق الغد". 

كتب عنايت أيضاً للأطفال روايات وقصصاً وسلسلة "نزهة الأذكياء"، وصدر له كتاب "سفينة الفضاء الملعونة وقصص أخرى"، وكلها أعمال تناول فيها ما يعتقد أنه غير علمي بطريقة علمية، فقد درس العلوم في جامعة عين شمس في القاهرة، ثم التحق بدراسة النحت في كلية الفنون الجميلة في القاهرة، وأقام عدة معارض لمنحوتاته الرخامية.

المساهمون