خطوة بيضاء

خطوة بيضاء

01 فبراير 2022
مقطع من "صحراء" لـ نامي غلام حسين/ إيران
+ الخط -

ما مِن شِباكٍ في قصائدي، الكلماتُ تستحِمُّ حُرَّةً في النَّبع.
طيرٌ مُهاجِر، أجنحتُه غيومٌ وردية بِلطخاتٍ واهنة من الذهب. 
مَركَبٌ، طوال الوقت، يَحترق في التخوم.
مِرآةٌ كبيرةٌ تَلمَعُ بين التِّلال طافحةً بحياةٍ غير مُتوقَّعة. 
مَشيٌ كثير على تلك الضفاف والِمياه والغابات المَطيرة والرمال المُتحوّلة.
أحداقٌ واسعة تسرحُ في سَهبِها قطعان وذئاب.
مَوجاتٌ قرمزية ومِصباحٌ سحريّ ومَخطوطُ شاعرٍ مجهول.
بَيتٌ شعريٌّ ينزف مثل بَرقٍ ليلي أو سيفٍ مِن بين خرائب شبيهة بخرائب طروادة.
ثمّة سُطورٌ غامضة يَتقلَّب رَملُها أبداً في وَحْي الصحراء. 
قوافلُ تتمايل أعناقُ مَطِيِّها على بِطاح أرض القمر. 
صَرخاتٌ مكتومة لتماثيلَ مدفونة في الغابة.
قرقعةُ سُيوفٍ لأشباحَ لا مَرئِيّة، عَبرَتْ مَمالِكَ أخرى غير مَملكة الدنمارك.
بُومٌ نعَّاب لَمْ يَتعلَّم الحِكمة بِوادي مِنيرفا، ولا سَهِرَ حِداداً على مَهد الطفل الميِّت.
سِرِّينةٌ لا تبرَحُ مَسالِكَها المُوحِشة إلّا لِتُغني أغنيَتها العَذبة لأحفاد عوليس
فيما هي تَركبُ قوقعةً كبيرة طافحة بالنبيذ.
خيطٌ يُومِضُ كزعنفة صغيرة على ظهر كلمةٍ هو حَظّي مِن المجهول؛
خُطوةٌ بَيضاء، لا نَعرفُ لِمن، 
لا تكفُّ عَنِ الزَّحف، عابِرةً غاباتٍ ووِهاداً وصحارى،
نَحْوَ مَملكةٍ لا أثر فيها لِلكلمات.   
 

* شاعر من المغرب

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون