حسن علي طوبتاش.. اتهام الروائي التركي بالتحرش

حسن علي طوبتاش.. اتهام الروائي التركي بالتحرش

12 ديسمبر 2020
(حسن علي طوبتاش)
+ الخط -

فوجئ الروائي التركي حسن علي طُوبْتاش، قبل أيام، بانتشار خبرٍ يتّهمه بالتحرش الجنسي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إثر قيام سيدة تركية بنشر تغريدة على حساب يحمل اسم "ليلى". وتسبّبت التغريدة، التي تتّهم فيها صاحبةُ الحساب طوبتاش بالتحرّش بها قبل عدة أعوام، ببدء حملة على الكاتب الكاتب التركيّ المعروف (ولد عام 1958، وصدرت له عدّة روايات ومجموعات قصصية، كما حصل على جوائز داخل تركيا وخارجها) لم تتوقف حتى الآن.

وجاء في التغريدة: "أعرف أن كثيراً من النساء قد تعرضنَ مثلي لـ تحرّش طوبتاش، وكم يا ترى عدد اللواتي يردن أن يُكشف أمر هذا الرجل!". وتبعتها تغريدات أخرى لأكثر من عشرين سيدة، ومن بينهنّ كاتبات، يتّهمنَ صاحب "حتى الطيور تذهب إلى عزائه" (صدرت بالعربية عن "دار المدى" عام 2018، بترجمة جلال فتاح رفعت) بالتحرش بهنّ.

وشاركت السيدات بعض تجاربهنّ السيئة مع الكاتب. وذكرت الكاتبة بيلين بوزلوك في تصريحاتها لصحيفة "حرييت" التركية أن طوبتاش قام بدعوتها مع زوجها إلى مكتبه، لكن زوجها لم يرغب في مرافقتها فذهبت وحدها، وتعرضت لتحرّش طوبتاش. وتورد أن الأخير حاول أن يضغط عليها، لكنها لم تقبل، فقال لها: "ولماذا ارتديتِ مثل هذه الملابس إذاً، وجئتِ وحدكِ إلى هنا؟ أنتِ امرأة رجعية".

ولم ينكر الكاتب التركيّ الاتهامات الموجّهة إليه، حيث ذكر في بيان نشره على حسابه الشخصي على "تويتر": "حتى ندرك ماهيّة الأفعال الذكورية، نقوم بارتكاب أخطاء دون أن نعرف أو نلاحظ الجروح الكبيرة التي ألحقناها بالطرف الآخر. أعتذر بصدق لكلّ من جرحت دون قصد". وجاءت أغلب التعليقات ساخرة من اعتذار صاحب "هباء" (صدرت بالعربية عن "دار المدى" أيضاً، عام 2020، للمترجم نفسه)، الذي ظلّ مُتهَماً بعدم الوضوح في اعتذاره، وبأنه يستخدم لغة أدبيّة للمراوغة ولتجنّب الاعتذار الصريح عما فعل.

أصدر طوبتاش بيان اعتذار لكنه لم يوقف الحملة ضدّه

ولا يبدو أن بيان طوبتاش قد أقنع الأغلبية في الوسط الثقافي التركي، حيث ما زالت تتوالى ردود الأفعال ضده وحملات التضامن مع النساء، ومن أبرزها بيان أصدرته دار النشر التركية "إفيرست"، التي سبق لها أن أصدرت أعمالاً لطوبتاش. وأعلنت الدار عن إيقاف كل العقود المبرمة بينها وبين الكاتب، متعهّدةً بعدم نشر أعماله مرة أخرى. كما قام منظمو "جائزة مرسين الأدبية" بسحب جائزة هذا العام، التي كان من المعلن منحها إلى طوبتاش.

وجدير بالذكر أن الاتهامات الموجهة إلى الكاتب التركي قد فتحت الباب للكشف عن أسماء أدباء أتراك آخرين متهمين بالقيام بالأمر نفسه. وفي هذا السياق، نشرت الكاتبة أصلي توهومجو في حسابها على "تويتر" أن النساء لسنَ وحدهنّ، وأن طوبتاش هو الذي بات وحيداً الآن. وأضافت أن فعل التحرش لا يخصّ طوبتاش وحده، متّهمةً كاتباً آخر، يدعى بورا عبده، بالتحرش بها في السابق. وقامت على إثرها دار "إليتيشيم"، التي أصدرت أعمال عبده، بوقف التعاقد معه.

ورغم إدانة أغلب المثقفين الأتراك للواقعة وتضامنهم مع النساء المُتحرش بهنّ، إلا أن الجدل ما يزال مستمراً بينهم، حيث ينتقد البعض صمت النساء طيلة السنوات الماضية. وفي هذا السياق، ذكر الشاعر طُغرل طنيول في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا يمكن، بالتأكيد، التسامح مع التحرش، ولكن لماذا صمتت المرأة التي تم التحرش بها كل هذه السنوات؟ وما هو الحد الفاصل بين التحرش والإصرار في التعبير عن الحب؟ افضحنَ من يقوم بالتحرش بكنّ، ولكن أرجو ألّا يتحوّل الأمر فيما بعد إلى مجرد افتراءات".

المساهمون