"حبراير".. خطوط تقود إلى فلسطين

"حبراير".. خطوط تقود إلى فلسطين

02 مارس 2024
"إبادة جماعية" لـ عبد الجلال الأعرج/ الجزائر
+ الخط -

مع نهاية شباط/ فبراير الماضي، انتهى تحدّي "حبراير" الذي ينطلق كلّ عام في الشهر نفسه ويستمرّ حتّى نهايته، ويشارك فيه المئات من الخطّاطين والمصمّمين من مختلف بُلدان العالم العربي.

جاءت هذه الفكرة من تحدٍّ أطلقه الفنّان الأميركي جيك باركر عام 2009 عبر موقعه الإلكتروني، وسمّاه "إنكتوبر" ("Inktober")، ويُقام في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، حيث ينشر الفنّانون خلاله عملاً واحداً مرسوماً بالحبر لكلّ يوم من أيام هذا الشهر، وفقاً لسلسلة من المواضيع يُحدِّدها صاحب الفكرة، وقد وصل عدد المشاركات السنوية حول العالَم إلى ما يقرب من 18 مليون عمل.

أما تحدّي "حبراير"، فقد أطلقه الفنّان المصري الشابّ إيهاب الحمزاوي عبرَ صفحات خاصةٍ تحمل ذات الاسم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو خاص بالخطّاطين والمصمّمين العرب، وكانت بدايته عام 2020، ليدخل في الشهر الماضي سنته الخامسة على التوالي، بمشاركات بلغت ما يقرب من خمسين ألف مشاركة.

الصورة
غزة العزة - القسم الثقافي
"غزّة العزّة" لـ محمد الباشيك/ ليبيا

تمزج التسمية بين كلمتَي "حبر"، المادّة الأساسية في عملية التخطيط، و"فبراير"؛ الشهر المخصّص لهذه الفعاليّة. أمّا مكانها فهو فضاء الميديا على اختلافها، كونها الحيّز الأوسع والأكثر انتشاراً، والذي يضمن مشاركة كلّ من يرغب وفي أيِّ مكانٍ كان، فضلاً عن أنَّ من أهداف التحدّي اكتشاف المواهب الفنّية وتطويرها عبرَ المُمارسة اليوميّة للخطّ والتي يلتزم بها الجميع خلال المدّة المحدّدة.

الصورة
قاوم لعلي سالم - القسم الثقافي
"قاوم" لـ علي سالم/ فلسطين

كان تحدّي هذا العام مختلفاً عمّا سبقه، إذ تزامن مع ما يجري من عمليّات إبادةٍ صهيونية بحقّ الشعب الفلسطيني في غزّة ولهذا انطلق بتحديد قائمةٍ من الشعارات الخاصة التي تمّ خطّها وتصميمها ونشرها عبر وسائل التواصل لكلِّ يومٍ من أيام الشهر، وبلغت عدد الشعارات ثمانيةً وعشرين شعاراً، كلّها تؤدّي إلى فلسطين وما يجري فيها، وهي: "طوفان"، و"مثلّث"، و"غزَّة العزّة"، و"وائل الدحدوح"، و"خانيونس"، و"هُنا باقون"، و"روح الروح"، و"أسير"، و"قاطع"، و"الزعتر والزيتون"، و"جباليا"، و"الاحتلال زائل"، و"سننتصر"، و"إبادة جماعيّة"، و"قتلى بالآلاف"، و"نفَق"، و"بطّيخ"، و"يا أحرار العالم"، و"قاوم"، و"عسقلان"، و"أطفالهم رجال"، و"حِصار"، و"لن ننسى"، و"معركة"، و"المسافة صِفر"، و"أنقاض"، و"بلا طعام"، و"هذه أرضي".

الصورة
مثلّث - القسم الثقافي
"مثلّث" لـ محمد زايد/ مصر

وبالطبع فإنَّ لكلِّ شعارٍ قصّةً وإشارةً يعرفها الجميع، مثل شعار "مثلّث" الذي يُشير إلى المثلّث الأحمر الذي يظهر في الفيديوهات التوثيقيّة التي تبثّها المقاومة أثناء استهداف آليات العدوّ وتجمّعاته، و"روح الروح"، التي سمعها العالَم أجمع لرجلٍ غزّيٍّ يحتضن حفيدته الشهيدة ويُقبِّلها ويصفها بهذه الكلمات.

أمّا اليوم التاسع والعشرون من الشهر، فحمل كلمة "السودان"، إشارةً إلى ما يجري فيه من أزماتٍ إنسانيّة. وقد وصل عدد المشاركات في تحدي هذا العام إلى ما يقرب من سبعة آلاف مشاركة عربيّة.

المساهمون