"تشيلي 50 عاماً".. أصداء الانقلاب من منظور جديد

"تشيلي 50 عاماً".. أصداء الانقلاب من منظور جديد

27 سبتمبر 2023
سلفادور ألليندي لابساً الخوذة العسكرية في يوم الانقلاب
+ الخط -

صادف هذا الشهر مرور الذكرى الخمسين على أحداث الانقلاب العسكري في تشيلي على الرئيس المنتخَب ديمقراطياً سلفادور ألليندي (1908 - 1973)؛ والتي انتهت بموته في ظروف غامضة داخل قصر الرئاسة، بعد رفضه المغادرة، والانصياع للانقلاب الذي انتهى بوصول الدكتاتور أوغيستو بينوشيه (1915 - 2006)، المدعوم أميركياً، إلى سُدة الحكم. 

وقد نُشر في إسبانيا خلال هذا الصيف عددٌ لا بأس به من الكتب عن ألليندي وبينوشيه وانقلاب الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1973، وكان معظم هذه الكتب باللغة الإسبانية، ولكن نُشر أيضاً عن هذا الموضوع باللغات الفرنسية والألمانية والإنكليزية. 
 
وقد يكون كتاب "أصداء الانقلاب: تشيلي 50 عاماً"، أبرز هذه الكتب الصادرة مؤخراً عن دار نشر "كاتاراتا" الإسبانية، لمؤلفيه جيلبيرتو بوستامانتي وميسايل أرتورو لوبيز، حيث يحلّل الكتاب الماضي التشيلي مع التركيز على الحاضر والمستقبل، وقبل كل شيء، ينظر إلى الأحداث التي جرت من منظور يتجاوز النطاق الوطني، موضّحاً تداعياته في البلاد وفي أميركا الشمالية والقارة الأوروبية. 

الصورة
غلاف الكتاب

عبر 179 صفحةً، يتعمّق الباحثان التاريخيان في "خطة سانتياغو"؛ وهي العملية العسكرية غير المعروفة التي اعتقد ألليندي أنّه يستطيع من خلالها صد الانقلاب، ثم يستطردان بعدها في تفسير التداعيات الدولية لأحداث القمع الوحشي الذي مارسه المتمردون وأثارت موجةً من الرفض والتضامن على المستوى الدولي لم يسبق لها مثيل في أيّ بلد من بلدان أميركا اللاتينية.

تبرز في الكتاب المكسيك وفنزويلا وكوبا؛ هذه الدول التي دعمت المنفيين والقضية التشيلية، والتي انضمت إليها بلدان أخرى بما في ذلك أوروبية، حيث فهمت الانقلاب على أنّه اعتداء على الديمقراطية العالمية، إضافة إلى النقاشات التي أعقبت الأحداث حول حقوق الإنسان والقمع المُمارس ضده. 

وعلى الرغم من أسلوب الكتاب السلس في رواية الأحداث، إلّا أن مؤلفيه يلفتان في المقدمة إلى أنه ليس موجّهاً للقارئ العادي، لا سيّما بسبب لهجته الأكاديمية الغنية بالمعلومات، والتي رغم سهولة قراءتها وما تحتويه من اكتشافات مثيرة للاهتمام في أغلب فصولها، فإنّها تتطلّب بعض المعرفة المُسبقة بما حدث في تشيلي منذ وصول ألليندي إلى السلطة عام 1970 إلى أن تمَّ طرد بينوشيه في استفتاء عام 1988.

المساهمون