تذكُّر ليلى الشوا.. ثلاث تجارب من غزّة

تذكُّر ليلى الشوا.. ثلاث تجارب من غزّة

04 سبتمبر 2023
ليلى الشوّا، تتذكرها الندوة البيروتية من خلال تجارب زملاء لها
+ الخط -

في الرابع والعشرين من تشرين الأوّل/ أكتوبر المُقبل، تمرّ سنةٌ كاملة على رحيل التشكيلية الفلسطينية البارزة ليلى الشوّا، والتي غادرت عالَمنا في العاصمة البريطانية التي هاجرت إليها عام 1987، وعاشت فيها حتى آخر حياتها.

خمسٌ وثلاثون سنةً قضتها الشوّا في لندن، بعيداً عن وطنها فلسطين، وعن مسقط رأسها؛ مدينة غزة التي أبصرَت فيها النور عام 1940، تُضاف إليها سنتان في القاهرة؛ حيث درست في "المعهد العالي للفنون الجميلة ليوناردو دافنشي" بين 1957 و1958، وستُّ سنوات أُخر في روما؛ حيث درست في "أكاديمية الفنون الجميلة" بين 1958 و1964.

وفترةُ الاغتراب الطويلةُ هذه هي جزءٌ لا ينفصل عن تجربة فنّية قد يكون عمرُها قرابةَ 52 عاماً؛ على اعتبار أنّ الفنّانة الفلسطينية أقامت أوّل معارضها عام 1970 (وكان ذلك في بيروت، ثُمّ تلاه معرضٌ ثانٍ في الكويت عام 1972). والحقيقةُ أنّها أطول من ذلك؛ إذ بدأتَ الشوّا الرسم وهي في السادسة من عُمرها.

تجارب فنّية بدأت من غزّة وخرجت إلى العالم، مضطرةً غالباً

الفنُّ الفلسطيني والمنفى موضوع ندوة تكريمية للشوّا بعنوان "الحنين والانتماء: الفنُّ الفلسطيني في المنفى"، تُقيمها "مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية" بالتعاوُن مع "دار النمر للثقافة والفن" في بيروت، عند السادسة من مساء الخميس، الواحد والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، بمشاركة ثلاثة من الفنّانين الفلسطينيّين في الشتات؛ هُم: تيسير البطنيجي، وهاني زُعرب، ومحمد جحا، بينما تُدير الندوةَ القيّمة الفنّية رنا عناني.

يتحدّث الفنّانون (ثلاثتُهم من مواليد غزّة)، في الندوة، عن تجاربهم الفنّية في المنفى والمواضيع التي تشغلهم منذ خروجهم من غزّة المحاصَرة إلى مُدن المنفى، وعن العلاقة بين الذات والمكان، وكيف ينعكس الوطن والمنفى في إبداعاتهم، وعن الشرخ ما بين المكانَين الذي يستمرّ في تغذية إبداعاتهم وتفكيرهم، وفق بيانٍ للمنظّمين.

ويستشهد القائمون على الندوة بكلماتٍ لإدوارد سعيد من كتابه "تأمُّلاتٌ حول المنفى" (1984)، يصف فيها المنفى بـ "الشرخ المفروض الذي لا التئام له بين كائن بشري ومكانه الأصلي، بين الذات وموطنها الحقيقي"، للقول إنّ هذا الجرح غير القابل للشفاء، كما كان مصدر إلهام للفنّانة ليلى الشوّا، يتحوّل إلى مصدر إلهام وإبداع في فن البطنيجي وزعرب وجحا، ومساحة تتفاعل فيها الذات مع مكان جديد، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بالوطن والهوية التي تتسلّل إلى كلّ تفصيل في إنتاجهم الفنّي".

يُذكَر أنّ تيسير البطنيجي من مواليد عام 1966. حاز درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من "جامعة النجاح" في نابلس عام 1992، ثم حصل على منحة من "كلّية الفنون الجميلة" في مدينة بورج الفرنسية، ونال شهادة في الفن التشكيلي سنة 1997. ومنذ ذلك الحين تنقّل بين فرنسا وفلسطين حتى سنة 2006، عندما استقرّ في فرنسا. أمّا هاني زُعرب، فوُلد عام 1976، وحاز بكالوريوس في الفنون الجميلة من "جامعة النجاح" في نابلس، ويعيش اضطرارياً في باريس منذ 2006، بينما وُلد محمد جحا عام 1978، وهو يُقيم ويعمل بين مدينتي باريس ومارسيليا الفرنسيتين.

آداب وفنون
التحديثات الحية
 

المساهمون