"بيبان المدينة": رحلة في ذاكرة تونس العاصمة

"بيبان المدينة": رحلة في ذاكرة تونس العاصمة

16 ابريل 2023
من تظاهرة "بيبان المدينة"
+ الخط -

يُعيد المؤرّخون تاريخ تونس العاصمة إلى نحو ألفي عام مضت، لكنّ أقدم آثارها الموجودة تأسّست نهاية القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي، حول جامع الزيتونة، حيثُ بُنيت العديد من المساجد والأسواق والمقامات والقصور والبيوت والمدارس، ولا تزال آثارُها ماثلة إلى اليوم.

"المدينة العربي" كما يسمّيها التونسيون، كان يحيط بها سُوران، حيث يشتمل السور الأوّل (سور وسط المدينة) على سبعة أبواب، بينما يتضمنّ السور الثاني (الضواحي) عشرة أبواب، وقد انهار سور المدينة تدريجياً واختفى بالكامل بين عامَي 1860 و1890، ومازال الثاني قائماً حتى اليوم.

"بيبان المدينة" عنوان التظاهرة التي أطلقها "مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي" في تونس العاصمة، عند العاشرة من مساء أول أمس الجمعة، وتتواصل حتى بعد غدٍ الثلاثاء بالتعاون مع "المعهد الوطني للتراث".

تتضمن التضاهرة رحلة تجسر ما بين الحاضر والماضي بتقنيات تكنولوجية حديثة، ضمن برنامج اقتصادي ثقافي رقمي يقدِّمه المركز خلال شهر رمضان، في مدينة تونس العتيقة، عبر مسار تفاعلي يمتدّ من ساحة القصبة ثم ضريح العلامة عبد الله ترجمان، مروراً بالجندي المجهول، ثم باب منارة، فساحة القصر، وصولاً إلى "المعهد الوطني للتراث دار حسين".

يبرز العرض تاريخ المدينة العتيقة عبر استخدام التكنولوجيا

بين السرد التاريخي والعرض البصري، تمّ تصميم البرنامج الذي يهدف إلى "تقديم الموروث التاريخي للمدينة العتيقة وإبرازه بطريقة معاصرة عبر استخدام التكنولوجيات الحديثة والمتطوّرة ذات المنحى التجديدي والأساليب والصياغات الفنية الحديثة"، بحسب بيان المنظّمين.

يبدأ العرض بساحة القصبة، التي بُنيت كوحدة مستقلّة بفصل بينها وبين المدينة حائط، وتعتبر أقدم ثكنة في تونس، كانت في الأصل قلعة تستند أسوارها على أسوار المدينة، وينتقل إلى ﺿرﯾﺢ العلامة ﻋﺑد ﷲ ﺗرﺟﻣﺎن الذي وُلد في مدينة مايوركا الإسبانية باسم أنسيلم تورميدا، ثم هاجر إلى تونس حيث أسلم وعمل وزيراً في الدولة الحفصية حتى رحل عام 1423م.

أما ﻗﺑر اﻟﺟﻧدي المجهول، فيُعتقد أنه ما بقي من مقبرة كاملة تحمل اسم "مقبرة السلسلة" وهي أقدم قبور العاصمة، وكانت تمتدّ من القصبة إلى باب جديد داخل سور المدينة العتيقة، كما يضيء العرض ﺑﺎب ﻣﻧﺎرة الذي بني عام 1276م على الأسوار الغربية للمدينة في عهد الحفصيّين، وﺳﺎﺣﺔ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻘﺻر الذي شُيّد في القرن الثاني عشر الميلادي ويجمع بين الطرازين الفاطمي والصنهاجي، وتقع مقابله "دار ﺣﺳﯾن" وهي إحدى أبرز قصور المدينة العتيقة، وبُنيت على شكلها الحالي في القرن الثامن عشر، وأصبحت منذ عام 1992 مقرّ "المعهد الوطني للتراث".

المساهمون