"براسنس": ماذا في مكتبة الموسيقي؟

"براسنس": ماذا في مكتبة الموسيقي؟

02 يناير 2021
جدارية لبراسنس في مدينة فرنسية
+ الخط -

مثّل الموسيقي الفرنسي جورج براسنس  (1921 - 1981) أحد منعطفات الفن الغنائي في بلاده بربطه بين قطبين منفصلين عادة؛ فضاءات الثقافة النخبوية وعوالم الهامش، حيث قدّم موسيقى يمكن تذوّقها انطلاقاً من أي مرجعيات طبقية أو ثقافية.

"براسنس.. إلى جانب أشجاره"، عنوان كتاب صدر أخيراً عن منشورات "أرشيبل"، للباحث الفرنسي جان كلود لامي، وفيه يتناول تجربة الموسيقي الفرنسي، بدراسة ملامحه النفسية وأثرها ضمن الأغاني التي كان يلحّنها ويكتب نصوصها ويؤدّيها، وهو ما يعتبر ظاهرة ضمن المشهد الفني الفرنسي الذي عايشه، حيث عُرف آخرون بمثل هذا التنوّع الإبداعي مثل ليو فيري، وجاك بريك، وشارل أزنافور، وجورج موستاكي.

من بين الوجوه التي يعتني بها لامي بشكل خاص، الجانب الشعري من تجربة جورج براسنس، وهنا يستدعي المؤلف أدوات النقد الشعري والبلاغة والأسلوبية لفهم عناصر جاذبية أعماله وتفسير حضورها إلى اليوم. 

الصورة
كتاب براسنس

يقدّم الكتاب أيضاً قراءة في الأماكن التي عاش فيها براسنس، حيث تمثّل ليس فقط شواهد على حياته الخاصة أو مشواره الفني، بل أيضاً مادة اشتغل عليها الفنان الفرنسي وحوّلها إلى عناصر ضمن مدوّنته الإبداعية. 

لا يكتفي العمل بالبعد التحليلي الذي يأتي ضمن سرد تاريخي في الغالب، حيث اشتغل لامي أيضاً على تقديم لائحة للكتب والأسطوانات التي امتلكها الموسيقيّ الفرنسيّ، وهو ما يمكن اعتباره إضافة إلى كل ما كُتب عن براسنس، فخياراته كمستهلك للفن والأدب تمثّل مدخلاً مهماً للغاية من أجل فهم فلسفته في الحياة، قد لا تقلّ أهمية عن أغانيه. 

المساهمون