"الفن وروح الموصل": ذاكرة المدينة ومستقبلها

"الفن وروح الموصل": ذاكرة المدينة ومستقبلها

03 فبراير 2021
(مقطع من لوحة للفنان محمود شبر، منشورة على المنصة)
+ الخط -

خلال العقدين الماضيين، عاشت مدينة الموصل (شمال العاصمة العراقية) استنزافاً أكبر قياساً بمدن عراقية أخرى، إذ سبّبت المعارك التي جرت مع تنظيم "داعش" موجة لجوء جديدة طاولت عشرات الآلاف من أبنائها، ولا تزال أجزاء من المدينة تعيش تحت الأنقاض، إلى جانب تضرّر العديد من معالمها التاريخية.

"الفن وروح الموصل" عنوان المنصّة التي أطلقتها "غوغل للفنون والثقافة" منذ أيام، وتتضمّن أعمالاً لأكثر من خمسة وثلاثين فناناً من المدينة، وتضيء على تراثها الذي فقدت منه الكثير خلال الأعوام الأخيرة، ضمن مبادرة بالتعاون مع "راديو الغد". 

تحتوي المنصّة على أعمال فنية، وتقارير مصوّرة حول العديد من الأماكن والأحداث التي عاشتها المدينة العراقية، وتتيح للزائر جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد لأبرز المعالم الأثرية فيها، منها الجامع الأموي الذي يعود بناؤه إلى سنة 642 ميلادية، وقد تعرّض للهدم وأعيد تأهيله أكثر من مرة، وكذلك كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك التي رُفع حجر أساسها عام 1860، ورُمِّمَت بعد انهيار أجزاء منها في منتصف القرن الماضي.

الصورة
(صورة من داخل الجامع الأموي بالموصل، منشورة على المنصة)
(صورة من داخل الجامع الأموي بالموصل، منشورة على المنصة)

يعود المنظّمون إلى "معرض العودة الموصل" الذي أقيم عام 2019، وكان بمثابة إعلان رجوع الفن والثقافة إلى المدينة بعد غياب، وضمّ اعمالاً لعدد من الفنانين، منهم أحمد مزاحم وهوكار ريسكين ومحمد الكناني ومروان فتحي ومحمود شبر وآخرون حاولوا تسجيل الفظائع التي حلّت بالمدينة في منتصف العقد الأخير، وتثبيت الأمل بنهوضها من جديد.

تحت زاوية "وجوه من المدينة"، تندرج مجموعة من الأعمال الفنية مثل لوحة "حياة بلا لون" لخليف محمود، الذي نفّذها عام 2019 بزيت على القماش، وهي تصوّر وجوه نساء ثلاث تشبه الأقنعة الفارغة، في إشارة إلى نزع الصفة الإنسانية عن المرأة تحت حكم "داعش"، وكذلك لوحة "المرأة" للبنى الطائي التي رسمتها أيضاً سنة 2019 بألوان زيتية، وتمثّل وجهاً حزيناً لامرأة وبجوارها تعويذة اليد بالأصابع الخمسة التي توضع في المعتقدات الشعبية لدرء الحسد والسحر.

الصورة
(نسخة رقمية من تمثال أسد الموصل الأشوري الذي دمرته "داعش"، مشنورة على المنصة)
(نسخة رقمية من تمثال أسد الموصل الأشوري الذي دمرته "داعش"، منشورة على المنصة)

وتتضمّن المنصّة أيضاً شهادات حيّة مسجّلة بالصوت والصورة لعدد من الفنانين الذين شهدوا القتل والتشريد في المدينة في زاوية بعنوان "أصوات من مدينة الموصل"، ومنها "العيش في ظل الاحتلال.. رواية شخصية للحياة في الموصل للفنان حكم الكاتب"، متحدثاً عن عزلته عن العالم في مرسمه الخاص حتى ألقى تنظيم "داعش" القبض عليه وأحرق أعماله الفنية وأتلف أرشيفه الخاص أيضاً. 

وتحت زاوية "قصص عن الخسارة والصمود"، تنشر المنصّة مجموعة حكايات شعبية مع رسومات، واحد منها بعنوان "لماذا سمّيت مدينة الموصل "أم الربيعين"؟"، حيث تفيد بأن تسميتها أتت بسبب اعتدال مناخها في معظم أشهر السنة، بينما تقدّم زاوية "الموجة الجديدة من الفن" جولة للأعمال الفنية التي أُنشئت نتيجة الصراع الذي اكتوت به الموصل.

وتشتمل زاوية "العاطفة الخام" على لوحات للعديد من الفنانين، منهم رزكار فقي عولا، ومهند الداؤود، ومحمد الكتاني وغيرهم. وفي زاوية "الدمار والنزوح"، توجد أعمال للفنانين عبد الجبار نعمان، وعمر رعد الرعاش، وهديل الدليمي وآخرين، بينما زاوية "رؤية أمل" تشتمل على لوحات لناطق عزيز ومحمد ذنون ومثنى البهرزي، ثم تخصّص بقية الزوايا لجولات افتراضية في مدينة الموصل القديمة، ولإعادة إنعاش الحياة الثقافية فيها، وتحديات إنقاذ تراثها.
 

المساهمون