الإجاباتُ لا تريده ولا الموائد

الإجاباتُ لا تريده ولا الموائد

12 يوليو 2021
أنطوني تابييس/ إسبانيا
+ الخط -

1
يا هذا،
لا بدّ من قومٍ لهذه الشمعة،
أُريدُكَ اهتداءً إلى السَّبايا، أُريدكَ مروقاً خانِعاً كي أتبجَّحَ أمامَ أصدِقائي بأنّني المارقُ.
أنا ممارسَةُ الجُبنِ إلى أقصاها، ممارسةُ تحطيمِ الّلقاءِ حتّى التلاشي
والحاجةُ إلى غَلقِ النّوافذِ.
الأخلاقيّ ذو الشبابيكِ المُتحفّظةِ والمدعوُّ دائماً إلى الدواءِ.
أُريدكَ
شنيعاً مع الطيورِ ومحبّيِها، أُريدكَ تصوُّراً جميلاً للجبانِ
مُحسِناً الكَذِبَ على الأقلِّ كمُساوٍ للسَّلالِمِ والخنوعَ في تماسٍّ مع الذِّئبِ. 
يا ذِئباً يا صلاحِيَّةَ النَّهشِ والعضِّ،
لِمَ لا تُعدِّل أيّامي من النَّسَمَةِ إلى القُضْبانِ؟


2
واحِدٌ،
لا أُنظِّفُ إلّا نصائحَه، سأجعلُ حاجاتِهِ تتلفّتُ دائِمًا سأجعلُه تَنافرًا ما بين الهدايا ومانِحِيها. يا كآبةَ الملاعِبِ يا تشتيتَ الفُرَصِ ويا توريطَ العدالةِ في الولائمِ.
بِرِضاهُ أو رغمًا عَن سلالمِه، سأسمّيه الدَّواءَ حزينًا
وسأجعلُه:
مُتذبذِبَ المعنويّاتِ كارِهًا لها، صَفًّا مِن التأجيلِ وتصميمًا على البكاءِ. سأجعَلُهُ اعتقالًا، مَرْهمًا للطّاعاتٍ ومَرْهمًا للطفلِ عندما يتشنَّجُ. الإجاباتُ لا تريدُه ولا الموائدُ. الثقيلُ مِن الحديثِ والمرفوضُ مِن المِدْفأةِ. يقعُ على الحافّةِ فيتداعَى كلُّ اتِّفاقٍ يُبرِمُهُ.
يتصوّرُ رأسَه هذا أضرحةً وهِي مِثلُ امرأةٍ تتحدّثُ مَعَه
المنافِذُ تستعملُه حِصارًا والقفصُ لم يَعُدْ مسموعًا إلّا كبشرٍ.


3
أنا المُحيّا الراكِدُ، إنزالُ العَلَمِ السعيدِ. أحتاجُ إلى الطَّبلِ كمُتمَلِّقٍ، أحتاجُ إلى ما بينَ الجهاتِ والآمرِ بها وإلى ما بينَ الألمِ والإحساسِ به، أحتاجُ إلى تأثيري في جيشٍ يقابُلني. تبديلٌ للمصابيحِ يُعينني عليكَ: (حضورُكَ الدّائِمُ كارِثةٌ وغيابُكَ الدّائمُ مأْساةٌ مثلُ غيابٍ يستمرُّ في المرأةِ أو غيابٍ ويبدو امرأةً).
الوضوحُ وعدمُ الهيامِ به، الجَبرُ ومُرورُهُ على الابتِسامةِ
إلحاقُ الأذى بي، الحديثُ إلى السراديبِ وارتداءِ الخوَذِ
الغَفلةُ ونتائجُها. ذو القابِلِيَّةِ على القبورِ.
كنتُ:
الأشغالَ الراكِدةَ والحمدَ لها
السباقَ إلى الشروقِ رائجًا عِند السلاحفِ
البكاءَ وما له مِن مناضلينَ. يتعذّرُ على العواصفِ جرِّ أرجائي، بِلا مِقبضٍ، سائبٌ وفي شجارٍ مع التجمّعاتِ والكتلِ والانشراحِ.


4
هُوَ:
الأبوابُ الصالِحةُ للانقطاعِ، الصالِحةُ للعهودِ القديمةِ والضميرِ القديمِ
سياجٌ ضدّهُ وتمكينٌ لسواه عليْه. يستمرُّ طيًّا للموافقاتِ وعِوضاً عن العطّارين.
يتعدّى الملابسَ إلى العراءِ بعطفِه والمسكينُ كفِكرةِ مأوى
يتكرّرُ لمصلحةِ نظيرِه الظلامُ، نهارهُ انتهازيٌّ ينتهزُ الشمسَ فيُجمِّدُ طلوعَها.
بقدرِ الغرقِ يسعى إلى نفسِه
وبقدرِ السككِ يجعلُ البحيراتِ أطفالًا قاصرينَ. (العلاجُ لدَيْه عُرْضَةٌ للسقوطِ، تحويلٌ للوعورةِ إلى نوافذَ، يتبادلُ والخصومة الجوّالينَ فيها).
مستبدُّ بالتحويلِ:
الزجاجٌ مقابلٌ لفمِهِ. إنّه الالتحاقُ بحُرّاسٍ واجبُهُم هيْكلٌ عظمِيّ
معادِيًا السكّكَ. حِيَلٌ ومتعٌ آسنةٌ.


* شاعر من العراق، والقصائد من كتابه الشعري "كما يُسمّيه صاحبه"، الصادر أخيراً عن دار "أروقة" في مصر

المساهمون