إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية والفلسفية والرواية والقصة القصيرة وعلم النفس والمذكرات.
■ ■ ■
يعود كتاب "لبنان: دراسات في المجتمع والاقتصاد والثقافة" الذي صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" إلى إعلان تأسيس دولة لبنان الكبير عام 1929، في محاولة لفهم تعدّد هذا البلد في سياقه العربي، من خلال دراسات وضعها مجموعة من المؤلّفين تضمّنت مسحاً شاملاً لأبرز القطاعات والمجالات التي تشمل التاريخ والجغرافيا والسكان والاقتصاد والتربية والسياحة والثقافة والسياسة وعلاقات لبنان الخارجية، تسعى إلى التعريف بلبنان طبيعةً واقتصاداً واجتماعاً خلال مئة عام، وكيفية تفاعل نخبه مع سلسلة من الأزمات التي عصفت به.
"كل شيء وأقل: الرواية في عصر أمازون" عنوان الكتاب الذي صدر للناقد الأميركي مارك ماكغورل عن "منشورات فيرسو". يستند المؤلّف إلى فرضية تقول بأن الكتابة المعاصرة لا تتعلق بالكتابة في حدّ ذاتها بقدر ما تتعلق بطريقة توزيعها وفق منطق استهلاكي بات من الصعب تجاوزه حين تتجاور الأعمال الأدبية والفكرية مع كتب التسلية والتنمية البشرية في سوق واحدة، وتجلّى ذلك منذ انطلاق موقع "أمازون" عام 1994 حيث أثّر ذلك على نظرة الجمهور إلى الكتاب وكيفية اتخاذهم القرار بشرائه، وأصبح تصنيف العناوين يعتمد معايير تتعلّق بتواجدها اقتراضياً.
"كتاب الكوابيس" عنوان مجموعة قصصية صدرت مؤخراً للكاتب العراقي حسن أكرم عن منشورات "مقبرة الكتب". يجمع العمل عدداً من القصص حازت منحة "الصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق" للكتابة عام 2020 لنشرها في كتاب وكان بعضها قد نشر أوّل مرة على صفحات "العربي الجديد". المؤلف من مواليد مدينة البصرة عام 1993 ويقيم في بغداد. حاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحياة من جامعة القادسية في العراق، قبل أن يتجه إلى العمل في مجال النشر وصناعة وتسويق الكتاب. للمؤلف أيضاً رواية بعنوان "خطّة لإنقاذ العالم" صدرت عن "دار الرافدين".
"فضاءات: يوتوبيا المدينة المثقّفة 2" عنوان كتابٍ للناقدة خالدة سعيد صدر حديثاً عن "دار الساقي"، وفيه تُكمل ما بدأته في عملها الصادر عام 2012 بالعنوان نفسه من إضاءات على أسماء لبنانية في مجالات إبداعية مختلفة. مِن بين الأسماء التي يتضمّنها الجزء الثاني: عبد الله العلايلي، وسعيد تقي الدين، وفيروز، وفينوس خوري، ومارون عبود، وسهيل إدريس، ويمنى العيد، وغسان تويني، وأديب مظهر، وهلن الخال، وفاطمة الحاج، وشفيق المعلوف، وجورج شحادة. من إصدارات سعيد الأُخرى: "البحث عن الجذور"، و"حركية الإبداع"، و"الاستعارة الكبرى".
عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر حديثاً كتابٌ للباحث ميرزا حسن القصاب بعنوان "ما بعد النفط: تحدّيات البقاء في دول الخليج العربية". يُضيء العملُ، الذي يتضمّن ستة عشر فصلاً، على التحوُّلات التي شهدتها بلدان الخليج بفضل الثروة النفطية التي باتت تشكّل "شريان حياة" لأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية، منبّهاً إلى أنَّ مستقبل هذه البلدان مهدَّد بنضوب النفط، بالنظر إلى أنَّ المنطقة تعتمد على الاستيراد الذي تموّله عائدات صادراته، مشيراً إلى ضرورة وجود إرادة سياسية تُجري إصلاحات وتغييرات جذرية في السياسة والاقتصاد.
مجموعة قصصية بعنوان "جيجي وأرنب علي" صدرت للكاتب والشاعر الفلسطيني أمير حمد (مواليد القدس عام 1992)، عن "الأهلية". سبق للمجموعة أن حصلتْ على جائزة مسابقة الكاتب الشاب للعام 2019، التي تمنحها "مؤسّسة عبد المحسن القطّان" والتي فاز بها حمد بجائزة الشعر أيضاً. تتضمّن المجموعة عشرين قصة موزّعة على خمسة أقسام هي: "بصرامة طفل يلعب"، و"بيوت تطارد ساكنيها"، و"كلما عبرت حاجزاً"، و"شبح يراقص بحيرة"، و"قافية لرثاء سريع". ومن عناوين قصص المجموعة: "طريق القدس يافا"، و"ضيعة المتنبي"، و"ما يشبه الثعلب"، و"منزل نهاية الأسبوع".
"شُفروز" هو عنوان آخر روايات الكاتب الفرنسي باتريك موديانو، حائزة جائزة "نوبل للآداب" عام 2014، والصادرة أخيراً لدى منشورات "غاليمار" في باريس. يحمل العمل اسم وادي شُفروز الذي يقع جنوب غرب العاصمة الفرنسية، وفيه يروي صاحب "ساحة النجمة" حكاية رجلٍ يستعيد سنوات شبابه الأوّل، ولا سيّما حبّه لكاميّ، تلك الفتاة التي عاد اسمها ليشغل باله بعد غياب أكثر من 15 عاماً. يتنقّل السرد بين أزمنة ثلاثة، هي طفولة الراوي، وسنوات شبابه وحبّه، والوقت الحالي، الذي ينطلق منه السرد والراوي، الباحث عن كتابة ماضيه.
عن دار "الساقي"، صدرت حديثاً النسخة العربية من رواية "المستحيل" للكاتب الإيطالي إرّي دي لوكا، بترجمة رامي طويل. يتمحور العمل ـ الذي صدر بالإيطالية عام 2019 ـ حول جلسة تحقيق بين قاضٍ شاب وناشطٍ يساريّ يُتَّهم، بلا دليل، بقتل رفيق كفاحٍ له. يروي الحكاية الناشط، الذي لا نعرف من اسمه إلا حرفه الأول: ر، والذي يقدّمه المؤلّف باعتباره واحداً من "الجيل الأكثر ملاحقةً من قبل القضاء في تاريخ إيطاليا". قصّةٌ يعود فيها صاحب "باسم الأم" إلى عدد من ثيماته المفضّلة، كالالتزام السياسي، والعدالة، والصداقة، والخيانة.
للباحثة الفرنسية باربارا ستيغلر، صدر حديثاً لدى منشورات "فوليو" في باريس كتاب "نيتشه والحياة: تاريخ جديد للفلسفة". يقترح العمل مدخلاً جديداً وغير مألوف لقراءة جزء من تاريخ الفلسفة، يتمثّل بالفلسفة النيتشوية. تنطلق المؤلّفة من فكر الفيلسوف الألماني وسيرته، اللذين أعطيا الحيّز الأكبر للجسد والعيش، لتُطلع قارئها على أسماء وتجارب ونظريات بارزة في تاريخ التفلسف الغربي حول علاقة الفلسفة بالجسد والحياة، وذلك من ديكارت وكانط وهيغل وماركس وصولاً إلى ويليام جيمس وهنري برغسون وجان كانغيلم وميشيل فوكو.
بترجمة محمّد فطومي، صدر حديثاً، عن "دار المدى"، كتاب "قوّة العمر"، وهو أحدُ أجزاء مذكّرات الكاتبة والمفكّرة والناشطة النسوية الفرنسية سيمون دي بوفوار (1908 - 1986)، والتي أعلنت الدار أنّها ستُصدِرُها كاملةً مترجمةً إلى اللغة العربية. كتبت دي بوفوار - التي نالت "جائزة غونكور" عن روايتها "المثقّفون" (1954) التي تناولت فيها الحياة الشخصية لفلاسفة وأصدقاء لها - سيرتها الذاتية ونشرتها خلال سنوات متفرّقة ضمن أربعة أجزاء؛ هي: "مذكّرات فتاة مطيعة" (1958)، و"قوّة العمر" (1960)، و"قوّة الأشياء" (1963)، و"كلُّ شيء قيل وانتهى" (1972).
