إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زوايا السياسة والأدب والتاريخ، كما تشمل، أيضاً، مؤلّفات في الأبحاث الاجتماعية والفلسفية.
■ ■ ■
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "سؤال المنهج في الأبحاث الاجتماعية: مقاربات متعدّدة الاختصاصات" لمجموعة من الباحثين. الكتاب الذي حرّره مراد دياني، يسعى إلى حلّ إشكالية مناهج البحث، وتجديدها ومواكبة تغيُّراتها الذاتية والتغيُّرات في محيطها، وتفاعلها مع مواضيع دراساتها المتحرّكة دوماً ومع بقيّة الحقول المعرفية، كما يُعالج ظاهرة تنامي النتاج العربي في حقل اللسانيات، وإشكاليات النزعة الكمّية في العلوم الاجتماعية، وإشكالية المنهج التجريبي بين العلوم الإنسانية والطبيعية التي تهتمّ بدراسة الإنسان.
للباحث والناشط السياسي الأُسترالي نيك رايمير، صدر عن "منشورات رومان آند ليتلفيلد" كتابٌ بعنوان "نظرية المقاطعة والنضال من أجل فلسطين: الجامعات والعمل الثقافي والتحرُّر". يُحاجِج الكتاب في أهمية المقاطعة الأكاديمية، بوصفها جزءاً من تيار المُقاطعة العامّ للكيان الإسرائيلي (BDS)، كما يتناول ظواهر مختلفة انتشرت في أروقة الأكاديميا الغربية مثل الإسكات والفصل الوظيفي، وصعود تيارات اليمين المُحافظ، ويُضيء جوانب من سُبُل الاحتجاج الطلّابي وآليات العمل المنظّم. سبق للباحث أن وقّع دراسات ومقالات حول النشاط في حملة المقاطعة.
"تأمّلات حول المشاركة السياسية في المنطقة العربية مطلع القرن العشرين" عنوان الكتاب الذي صدر عن "الآن ناشرون وموزعون" بتحرير عبد القادر عامر، وعبد الحميد الكيالي، ونورا لافي. يضمّ الكتاب دراسات لمحمد م. الأرناؤوط وفلسطين نايلي ومحمد مظفر الأدهمي وخالد بشير وآخرين، حول أشكال التداول والتمثيل والتصويت والنقاش بقصد الوصول إلى التوافق في اتّخاذ القرارات في المجتمعات العربية والعالَم الإسلامي، من حقبة القرون الوسطى حتى بداية القرن الماضي، بالعودة إلى الأرشيف العثماني ومراكز الأرشيف الوطنية في دول عربية عديدة.
ضمن "مشروع المئة كتاب" الذي تقوم عليه "جمعيّة المُترجمين العراقيّين"، صدر عن "دار أبجد" كتابٌ أعدّه المُترجِم قاسم الأسدي بعنوان "قصائد غربية مُناهضة لحرب الإبادة الجماعية على غزة". يضمّ القسم الأول من العمل توثيقاً لأهم التحرُّكات والتظاهُرات الاحتجاجية حول العالم المُندِّدة بالإبادة الصهيونية، بينما يضمّ القسم الثاني قصائد مُترجمة لشعراء من أميركا ونيوزيلندا وروسيا وأُستراليا والهند ودول أوروبية عديدة، أعلنوا فيها وقوفهم إلى جانب غزة، واستنكروا الدعم الغربي غير المحدود للكيان الإسرائيلي المستمرّ في قتل الأطفال.
في كتاب "السطور التي تتكلّم" الصادر عن دار "Ariel"، يحلّل الكاتب الإسباني خوسيه أنطونيو ميلان غونزاليس، من وجهة نظر تاريخية واجتماعية، الكتابة بالنظام الأبجدي اللاتيني المستخدم في اللغة الإسبانية ولغات أُخرى. فبعد جولة شاملة على تاريخ الكتابة، يركّز الكاتب، بشكل خاصّ، على حروف الإسبانية، خصوصاً مع ظهور الطباعة، ويُبرز خصوصية كلّ حرف، وصولاً إلى التطوّر الحديث لأدوات الكتابة، بدءاً من الريشة وانتهاءً بالكمبيوتر. وأخيراً، يتحدّث عن الخيارات الحالية في تدريس الكتابة، فضلاً عن عواقبها المحتملة والملاجئ الأخيرة للكتابة اليدوية.
عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدرت الترجمة العربية لكتاب الباحث الإيراني الأميركي آصف بيات "حياة ثورية: يوميات الربيع العربي" بتوقيع فكتور سحّاب. يقترح الكتاب التفكير في الانتفاضات الشعبية العربية من زاوية لا تُركّز على النُّخب والدولة وتغيير الأنظمة السياسية فحسب، بل تنظر إلى ما تعنيه الثورة للناس العاديّين في حياتهم اليومية. انطلاقاً من ذلك، يحاول بيات قراءة الانتفاضات من خلال تحليل ما كان يحدث في القاعدة، وفي العلاقات الاجتماعية التي تحكمها التراتُبيّات القديمة، وفي ذاتيّات البشر وممارسات الحياة اليومية.
ليست الشمولية مصادفة، ولا تتشكّل عن فراغ، إنّها أوّلاً، نتاج تفكير جماعيّ مُدمِّر. يحدّد ماتياس دسميت، أستاذ علم النفس السريري في "جامعة غينت البلجيكية"، في كتابه "سيكولوجية التوتاليتارية"، الذي تصدر ترجمتُه عن "دار الساقي" بتوقيع مالك سلمان، الخطوات التي تستخدمها الحكومات الشمولية ووسائل الإعلام المسيطرة لإضعاف معنويات الشعب، وحظر الآراء المعارضة، وإقناع مجموعات كبيرة من الناس بالعمل ضدّ مصالحهم، قارعاً بذلك جرس الإنذار أمام عالَم يوجد في قبضة الكتلة التوتاليتارية: إنه نوع خطِرٌ من التنويم المغناطيسي الجماعي.
"المسافة صفر" عنوان رواية للكاتبة الفلسطينية رانية وشحة، صدرت عن "الأهلية" وتتناول سيرة حياة شقيقها الشهيد فادي وشحة، الذي قتله الاحتلال الصهيوني في الخامس عشر من أيار/ مايو 2021 عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة. بُني النص على مقابلات مع أصدقاء الشهيد في فترة الطفولة والشباب وكذلك مرحلة السجن، حيث قضى ثماني سنوات فيه. من غلاف الرواية نقرأ: "سننصتُ معاً إلى همس الحروف وتراكيبها، سنسمع صفير المعاني وهتاف الهوامش، وسيصدمنا بكاء الكلمات، سنعيش معاً تصفيق الأحرف في نهاية الحكاية لهذا الثائر الفلسطيني الحرّ".
صدرت عن "منشورات هيرست" طبعة جديدة من كتاب "بنادق الفصل العنصري والمال: قصّة ربح" للباحث هيني فان فورين. يقدّم المؤلّف استناداً للمواد الأرشيفية والمقابلات والوثائق التي رفعت عنها السرّية حديثاً، أسرار جرائم الفصل العنصري الاقتصادية، وعواقبها القاتلة، والشخصيات والجماعات التي استفادت منها مثل رؤساء الدول، وتجّار الأسلحة، والمصرفيّين، والجواسيس، والصحافيّين في خمسين بلداً حول العالم، بُنيت فيه شبكة سرّية لمواجهة العقوبات الدولية التي بدأ فرضُها تباعاً على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا منذ عام 1948، وحتى سقوطه سنة 1990.
