ألف عام من الوثائق البغدادية

ألف عام من الوثائق البغدادية

07 ابريل 2021
متخصّصات يرمّمن مخطوطاتٍ تالفة في "دار الكتب والوثائق الوطنية" في بغداد (Getty)
+ الخط -

في ضوء تصاعد الدعوات إلى صون المدوّنة العربية الإسلامية التي امتّدت من عصر التدوين وحتى اختراع الطباعة، من خلال رقمنتها وحفظ مؤلّفاتها التي يتهدّدها التلف بفعل الإهمال والحروب والكوارث الطبيعية، افتتحت "دار الكتب والوثائق الوطنية" بوزارة الثقافة العراقية، معرضاً للكتب والمخطوطات النادرة، يوم الأحد الماضي، يستمر حتى نهاية نيسان/ إبريل الجاري.

المعرض الذي يقام في "قاعة طه باقر" بـ بغداد، يأتي بالتزامن مع يوم المخطوط العربي، ويسعى إلى التركيز على إجراءات الصيانة وحفظ المخطوطات العراقية من الاندثار والتخريب الذي استمر على مدى عقود، حيث تمّ فقْد وحرق آلاف النسخ منها خلال العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991، في العديد من المؤسّسات مثل مكتبة الأوقاف ومخطوطات الآثار.

كما عانت "دار الكتب والوثائق الوطنية" بعد الاحتلال الأميركي، حالة من التسيّب وتجاهل المؤسسات الرسمية، ما أدى إلى تعرّض العديد من الخطاطات إلى سوء التخزين نتيحة عدم توفر المعايير المناسبة لدرجة الحرارة والرطوبة والضوء، قبل أن يعاد النظر في هيكلة الدار وعمليات الترميم وآليات الاقتناء وغيرها.

يضمّ المعرض مئات المخطوطات التي تصل اللغات المكتوبة فيها إلى ثماني لغات، هي: العربية والتركية والفارسية والسريانية والعبرية والإنكليزية والفرنسية والألمانية، وتتعدّد مجالاتها بين الفقه والأدب والشعر واللغة والسياسة والتصوّف، إذ يعود أقدمها إلى ألف عام مضت.

من المخطوطات ما كُتب بُعيد انتشار الورق ببغداد عام 174 للهجرة

وأوضحت الدار أنّ هذه المخطوطات لها طابع تاريخي يتمثل بتنوّع الخطوط العربية التي ألّفت بها مثل الكوفي والثلث والديواني وغيرها، وطريقة الكتابة والورق المستخدم وكذلك الأحبار التي توضّح تطوّر صناعة الكتب في العراق خلال العصور الماضية.

وتضمّ الأعمال المعروضة العديد من اللوحات والرقع الخطية والزخارف التي خطّها العديد من الخطّاطين العرب والمسلمين، إلى جانب صفحات من القرآن كُتبت بخطّ الإمام علي بن أبي طالب، ومصحف بخطّ الوزير ابن مقلة يعود إلى بدايات القرن الرابع الهجري، وعدد من المخطوطات التي تعود إلى القرون الثلاثة الأولى للهجرة، وأخرى كُتبت بعد انتشار الورق في بغداد عام 174 للهجرة (790 ميلادية).

كما تُعرض أقدم نسخة من "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد (كتبت سنة 556 هجرية)، وكذلك ديوان ابن أبي الحديد، وهو أحد أبرز كتّاب المعتزلة الذين تولّوا مناصب عليا زمنَ الخليفة العباسي المستعصم، ونسخة من ديوان الحماسة الكبرى لأبي تمام كُتبت سنة 504 هجرية، ونسخة من "كتاب رسوم القضاة"، وأخرى من "كتاب الشروط وعلوم الصكوك" لأبي النصر السمرقندي، اللذين كُتبا سنة 509 هجرية.

ومن المخطوطات النادرة في المعرض كتاب "قانون السياسة ودستور الرياسة"، وهو مجهول المؤلّف وقد كُتب بين عامي 759 و786 للهجرة، ويتميّز بوجود دائرة وسطية مفصّصة كُتب بداخلها اسم السلطان وألقابه بالحبر السرّي الذي تتعذّر قراءته إلا بالأشعّة تحت الحمراء، بالإضافة إلى مصحف برسم الخطّاط إبراهيم الموروي، كُتب سنة 1203 للهجرة، وكُتُب "تاريخ المنيني" لشهاب الدين أحمد المنيني (كُتب بخطّ المؤّلف)، و"اللمع الألمعية لأعيان السادة الشافعية" لقطب الدين محمد البلقاوي الدمشقي (كُتب أيضاً بخطّ المؤلّف)، و"نخبة بهجة الزمان بعمارة مكة لملوك" لجار الله محمد بن عبد العزيز الحنفي، و"الأبيات الأموية العامرة بالألغاز الشهية الباهرة" لعبد الملك الأموي القريشي، وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون