"تعلّموا العربية وعلّموها للناس": نسخة إلكترونية

"تعلّموا العربية وعلّموها للناس": نسخة إلكترونية

21 نوفمبر 2020
(إلياس عطا الله)
+ الخط -

في 2009، أطلقت "جمعية الثقافة العربية" في حيفا مشروعاً بعنوان "تعلّموا العربية وعلّموها الناس"، سعت من خلاله إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية في المجتمع الفلسطيني الذي يعيش احتلالاً مستمرّاً منذ 1948، والحفاظ عليها "في ظلّ سياسات التجهيل المستمرّ للطّلاب الفلسطينيّين".

وضمن هذا المشروع، نظّمت الجمعية، على مدار قرابة عشر سنوات، دورةً في اللغة العربية قدّمها الباحث اللغوي الفلسطيني إلياس عطا الله وتناول فيها موضوعات مختلفة في قواعد الإملاء، وأُخرى في أدب الطفل قدّمها مجموعةُ من المحاضرين المتخصّصين في هذا المجال؛ هم: روزلاند دعيم، ونادرة يونس، وزاهي سلامة، وفاضل علي، وحنّا أبو حنّا، وتناولت عدّة قضايا حول أدب الطّفل وسلامة بنائه، وأهمّيّة اللّغة في تطوير إدراكه وبلورة وعيه.

يوم أمس، أعلنت "جمعية الثقافة العربية" عن إطلاق نسخةٍ إلكترونية من الدورتين عبر قناتها في يوتيوب. وقال رئيس الهيئة الإدارية في الجمعية، أنطوان شلحت، في بيان للجمعية، إنَّ الهدف من استعادة الدورتَين يتمثّل في العمل على "ترسيخ مكانة اللغة العربية كعامل رئيس في وقاية هوية الفلسطينيين في الداخل تحت وطأة عدّة تحديات مستجدّة ليس أبسطها سن "قانون القومية الإسرائيلي" بالإضافة إلى تواتر حملات الأسرلة على أكثر من مستوى والتي لم تسقط ضرورة مواجهتها". وأضاف أنّ "الاستعادة هي مقدّمة للعودة إلى تفعيل جوهر المشروع الذي أثمر في حينه عن الدورتين، ولكن بحلّة جديدة تأخذ في الاعتبار جلّ ما استجد خلال الفترة المنقضية".

من جهتها، قالت منسّقة المشروع عند تنفيذه عام 2009، هبة أمارة- البياري، إنّ "المشروع كان دراسة أساسية في حينه، وربّما تكون صلاحية معلوماته باتت قديمة بعض الشيء، إلّا أنّ المنهجية التي وضعها المشروع ودراساته لتعقّب المناهج التي تضعها وزارة المعارف الإسرائيلية ثابتة، ولا بدّ من تجديدها بشكل مستمرّ، وأن يكون المشروع مسؤولية ورؤية جماعية تتطوّر لدى كلّ معلّم عربي".

واعتمدت الدورتان على مسح للكتب المدرسية والمناهج الدراسية للصفوف الابتدائية، ودراسة مجموعة كبيرة من الكتب من مجال أدب الأطفال، بهدف رصد أخطائها وتقييم مضامينها من قِبَل باحثين لغويّين وتربويّين، وأيضاً على استمارات استهدفت معلّمي المرحلة الابتدائية. وجرى بناء الدورتين لتكونا "محاولة تصحيحية لبناء كوادر تدرك أهمّية اللّغة وتطويرها بشكل سويّ عند الطفل الفلسطيني لنموّ تفكيره وإدراكه أوّلًا، ولبلورة هويّته الوطنية والقومية ثانياً، بحسب البيان.

وبحسب البيان، "يمكن أن يستفيد من الدورتين كلّ من الطلاب، والمعلّمين، والمرشدين في وزارة المعارف، وأولياء أمور الأطفال، وأيّة هيئات أهلية أخرى تعنى بشؤون الطفولة واللغة؛ إذ تقدّمان آليات تنفيذية لتذليل الصعوبات في تعلّم اللّغة، ووسائل وألعاب للعمل على ترغيب الطلاب وتقريبهم من لغتهم؛ كما أنّ من شأن الوسائل المساعدة المقترحة والألعاب التربوية أن تثير حافزية الطالب للتعلّم بمتعة".

المساهمون