"بينالي البندقية": ذاكرة بيروت في عملَيْن

"بينالي البندقية": ذاكرة بيروت في عملَيْن

27 مايو 2022
من الجناح اللبناني في "بينالي البندقية"
+ الخط -

يستمرّ في الجناح اللبناني، في "المعرض العالمي للفن المعاصر - بينالي البندقية"، عرض عملي الفنّانَين اللبنانيَّين، التشكيلي أيمن بعلبكي، والسينمائية دانيال عربيد، وذلك حتى 27 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. 

يواصل أيمن البعلبكي أعماله المرتبطة بمدينة بيروت، وهذه المرّة من خلال تجهيز ضخم يحمل عنوان "بوابة يانوس"، الإله الروماني صاحب الوجهين الناظرين باتجاهين متعاكسين كرمز للماضي والمستقبل، في دلالة على إيقاع الزمن وأثره على مدينة بيروت وساكنيها. 

تتكون واجهة العمل من أقمشة وبقايا إعلانات تشبه تلك التي تحتلّ مباني بيروت وورشاتها غير المكتملة، بينما يشغل القسم الخلفي من العمل غرفة فقيرة تشبه غُرف حرّاس الأبنية في العاصمة اللبنانية، ويكثّف العمل من خلال اللعب في هاتين المساحتين حالة المدينة وأهلها، إذ خلف الواجهات الضخمة والمشعّة، طالما قذفت المدينة فقراءها، والقادمين إليها إلى الأحياء الطرفية ومخيمات اللاجئين، بينما الباب المفتوح بين "الواجهة والكوخ"، يسمح بالتأرجح بين زمنين ومكانين مختلفين، أو ربما كي يطلّ سكّان كلّ جزء على الجزء الآخر. 

مقابل تجهيز أيمن البعلبكي، تقدّم السينمائية دانيال عربيد عملها بعنوان "ألو حبيبتي"، المكوّن من تسعة أشرطة فيديو، صُوّرت بين عامي 2001 و2022، وفيها تظهر امرأة تتجوّل بالسيارة بشكل متواصل، وتُجري مكالمات هاتفية متكرّرة، من الواضح أنّ الهدف من حركتها ومكالماتها أن تؤمّن ما يسد رمقها اليومي. 

بينما تظهر في خلفية المَشاهد مظاهر بيروت المعروفة، من كُتل خرسانية، وورشات بناء لأبنية غير مكتملة، وإعلانات ضخمة تحتلّ واجهات المباني، إضافة إلى الحواجز التي طالما قسّمت المدينة وأحياءها. 

تستند عربيد في مجموعة أشرطتها على تجربتها الشخصية والعائلية، وعلاقتها بلبنان كبلد مهدّد بالصراعات دائماً، أمّا المرأة التي تظهر في عمل الفنانة فهي والدتها، وهو خيار يربط مباشرةً الفضاء العائلي الخاصّ، بفضاء المدينة العام.

المساهمون