سالي ثريا.. وثيقة بصرية لانفجار بيروت

سالي ثريا.. وثيقة بصرية لانفجار بيروت

15 اغسطس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

"لو تمكنا فقط من التخلّص من الألم الجماعي لبلد ما"، مقولة تلخّص معرض الفنانة اللبنانية سالي ثريا الذي افتتح في الرابع من الشهر الجاري في "غاليري P21" بلندن تحت عنوان "تكنيس" واستمر حتى مساء أمس السبت.

يستمدّ المعرض عنوانه من تصميم اللبنانيين على كنس الشظايا التي خلفّها تحطم اطنان من الزجاج في جميع أنحاء عاصمتهم، وتشّرد الآلاف من مساكنهم بسبب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ اغسطس في العام الماضي، والذي أبرز هشاشة الأوضاع التي تعيشها بلادهم، ومحاولتهم لإعادة توحيدها.

يتضّمن المعرض تركيباً متعدد الوسائط للفنانة يستكشف الآثار الرمزية والعملية لفعل الكنس في سياق تداعيات الانفجار التي تتواصل حتى اليوم، ويحتوي فيلماً يوثّق عبر شهادات مسجّلة بالصوت والصورة لأشخاص عاشوا لحظات ما بعد الحادثة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تعود ثريا إلى توثيق الحالة الشعورية والنفسية للناس وهم يقومون بتنظيف المكان على مدار عدّة أسابيع، من أجل إبراز تجربة جماعية من التضامن والحزن والصمود، سعى أصحابها إلى استعادة إحساسهم بالاستقرار والأمان من خلال فعل الكنس، لتطرح تساؤلاً أساسياً إن بقي مكان للأمل وسط كل الدمار.

تعرض الفنانة أدوات تم استخدامها بالفعل في تنظيف الزجاج المحطم والركام الناجم عن الانفجار، حيث عرضت في جنبات المعرض مكانس جلبتها من لبنان، كما ينتشر زجاج مكسور على الأرض، بعضه جلبته الفنانة أيضاً من مواقع الدمار، حيث طبعت باستخدام هذا الزجاج آثار أقدام تحاكي اضطرار الناس للسير فوقه آنذاك.

يحمل العمل رسالة سياسية تتمثّل في أن هؤلاء الأشخاص كنسوا شوارع مدينتهم لقناعتهم بأن الدولة عاجزة عن القيام بواجباتها، مع الإشارة إلى ذلك من خلال تعليق إحدى شخصيات الفيلم التي تقول "هذه المكانس فيها كرامة أكثر من السياسيين في البلد، فهؤلاء السياسيون كانوا يعرفون بوجود مواد خطرة لكنهم لم يفعلوا شيئاً".

تلجأ ثريا إلى أسلوب يمزج بين سرد القصص المرئية وبين فن الأداء والتركيب كوسائل أساسية لعرض افكارها، إلى جانب تركيزها على العملية الفنية وكيف تتكشف كعمل قيد الإنجاز، بهدف الوقف عند تقاطع الفن والأنثروبولوجيا والنشاط الإنساني، حيث تتبنى ممارسة على منهجية تجريبية من خلال جمع الملاحظات ورصد الحركات اعتماداً على روايات الحياة اليومية والقيام بتطويرها وإعادة إنشائها وأدائها في شكل قصص.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون