"الحديقة الداخلية" لجوانا شومالي.. يوميات المشي فجراً

"الحديقة الداخلية" لجوانا شومالي.. يوميات المشي فجراً

03 أكتوبر 2020
من أعمال جوانا شومالي/ ساحل العاج
+ الخط -

منذ أكثر من عام الآن، تستيقظ  الفنانة جوانا شومالي (ساحل العاج 1974) كل صباح في الخامسة فجراَ وتمشي لفترات طويلة في بلدتها. تبدأ كل يوم جديد من خلال الاتصال بالأرض من حولها، وتراقب المناظر الطبيعية، وأشكال المباني أو الأشياء التي تكشف عن نفسها ببطء مع انهمار الضوء على العالم، والشوارع وأهل المدينة يستيقظون، ويبدأون يومًا جديدًا على صوت الطيور الصاخبة. 

ما بدأته الفنانة شومالي كتدريب بدني، أصبح تدريجيًا روتينًا يوميًا، ورافقته طقوس التأمل، حتى عندما تسافر في بلدان أخرى، وخاصة في إفريقيا. وبدأت تلتقط الصور للمناظر الطبيعية كل صباح، وتعيد تكوينها في أعمال فنية، باستخدام تقنية مختلطة من الكولاج والتطريز والتركيب، والنتيجة هي اللوحات الرقيقة والحالمة التي تستحضر معاني وإيحاءات غير مرئية. 

الصورة
الفنانة جوانا شومالي
الفنانة جوانا شومالي

أعمال شومالي يضمها غاليري "لوفت" في الدار البيضاء وتعرض افتراضياً أيضاً على حساب الغاليري في موقع "آرتسي" ما بين السابع من الشهر الجاري وحتى 14 من تشرين الثاني/ نوفمبر تحت عنوان "الحديقة الداخلية"، وهي ليست المرة الأولى التي تعرض في المدينة التي درست الغرافيك في كليتها للفنون الجميلة.

تعمل شومالي بشكل أساسي على الصور الشخصية والوسائط المختلطة والتصوير الوثائقي كما أنها تستخدم الخياطة والتطريز في العمل الفني، وتركّز في الكثير من عملها على إفريقيا، وما تعرفه عن البيئة والطبيعة والأزياء والعلاقات الإنسانية. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

 

تكشف عناوين لوحاتها عما ينغلق ضمن العمل الفني، وعادة ما تعبر هذه العناوين عن علاقة الشخصيات في العمل ببعضها أو بالبيئة من حولها، مثل عمل "التحدث إلى ذاتك" وهو لوحة تتحدث فيها امرأة كبيرة إلى طفلة، وفي عمل "سنكون بخير" امرأة تقطف من شجرة وهي تحمل صغيرها وخلفها رجل يفعل الأمر نفسه، وفي عمل يصورة فتاة مراهقة بين ثلاث نساء ورجل كبير ينتظر بعيداً تضع الفنانة عنوان "أخبريهم أنني قلت لا". 

الصورة
الفنانة جوانا شومالي
من المعرض

إلى جانب المواضيع الاجتماعية التي تجسّدها الفنانة وتعبر عن واقع الحياة في بلادها، تتمتع لوحات شومالي بخصوصية لونية، وطريقة في تصوير الطبيعة ندية وكأن الشمس تطلع عليها للتو، خصوصية من الغبش وحرارة الألوان والتنوّع بين الريف والمدينة بين البيوت الفقيرة والشوراع المعبّدة، بين الإنسان السائر والسيارات المسرعة. 

يتيح المعرض التعرّف على واحدة من أبرز الفنانات الأفريقيات اليوم، والتي سبق وأن اشتغلت على أعمال التركيب والصور الفوتوغرافية التي اعتمدت فيها طريقة البورتريه في الإستوديو.

المساهمون