"التجريد العالمي بعد 1945": واقعية العصر الحديث

24 اغسطس 2022
(عمل لـ سام فرانسيس، من المعرض)
+ الخط -

شكّل التجريد ــ الذي تعود بداياته الحقيقية إلى مطلع العشرين، تحت تأثير نزعات صوفية وفلسفية شرقية وغربية ــ محور اهتمام أسواق الفن والمقتنين بعد الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، مع ظهور تيّارات جديدة صعدت معظمها في الولايات المتحدة على يد فنانين غادروا أوروبا بسبب الحرب.

سعى التجريديون إلى تصوير المشاعر الكامنة في دواخل الإنسان، والبحث في ما وراء الطبيعة وتشخيض تلك المساحات اللاوعية بين الحلم والواقع، في تجاوز لمفهوم محاكاة الطبيعية الذي تأسّس عليه الفن التشكيلي، وانتقل الحال من مجرّد تجربة لتطوير أساليب الفن إلى تيّارات حملت مفاهيم ومضامين أشدّ تعقيداً. 

"شكل الحرية.. التجريد العالمي بعد عام 1945" عنوان المعرض الذي افتُتح في "متحف باربيريني" بمدينة بوتسدام الألمانية في الرابع من حزيران/ يونيو الماضي، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل.

الصورة
(عمل لـ جاكسون بولوك، من المعرض)
(عمل لـ جاكسون بولوك، من المعرض)

يُعاين المعرض التفاعلَ الإبداعي بين تيّارَْيْ التعبيرية التجريدية والفن غير الموضوعي، في التبادل والحوار بين رموزهما عبر المحيط الأطلنطي منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي وحتى نهاية الحرب الباردة قبل نحو ثلاثة عقود.

يشير المنظّمون إلى أن اللوحة التجريدية سارت بعد الحرب العالمية الثانية في اتجاهات جديدة تماماً، حيث "أدار جيل جديد من الفنانين ظهورهم لأنماط فترة ما بين الحربين العالميتين؛ فبدلاً من التمثيل المجازي أو التجريد الهندسي الذي كان سائداً آنذاك، اندفع الرسّامون في الولايات المتحدة إلى تجريد مستمدّ من الرمزية لدى أسلافهم السرياليين، بينما ذهب الرسّامون في أوروبا إلى إنهاء تمثيل الموضوع داخل العمل الفني".

الصورة
(عمل اـ مارك روثكو، من المعرض)
(عمل لـ مارك روثكو، من المعرض)

رأى الفنانون على ضفّتَيْ الأطلنطي بأن الألوان والخطوط والأشكال أقدر على التعبير والإدهاش إذا ما استُخدمت بحرّية في تركيبات غير منتظمة، معتبرين ذلك وسيلة للتعبير عن الحرّية الفردية والأسئلة الأساسية التي تشغل الوجود البشري.

يستشهد بيان المعرض بمقولة الفنان وصانع الأفلام الأميركي أدولف غوتليب: "لطالما كان دورُ الفنان دورَ صانع الصور. تتطلّب الأزمان المختلفة صوراً مختلفة. في رأيي، إن ما يسمّى بالتجريد ليس تجريداً على الإطلاق. على العكس من ذلك، إنه واقعية عصرنا".

يتضمّن المعرض أكثر من تسعين عملاً تمّت استعارتها من مؤسّسات عدّة مثل "مركز بومبيدو" في باريس و"متحف تيت" في لندن، و"متحف متروبوليتان للفنون" في نيويورك، وهي تمثّل نتاج حوالي خمسين فناناً، منهم: سام فرانسيس، وهيلين فرانكينثالر، وك. أو غوتز، ولي كراسنر، وجورج ماثيو، وجوان ميتشل، وإرنست فيلهيلم ناي، وبارنيت نيومان، وجاكسون بولوك، ومارك روثكو وآخرين.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون