"الأيام التونسية لحقوق المؤلف": استعادة الهادي التركي
في الوقت الذي تشكّل فيه انتهاكات الملكية الفكرية واحداً من العوائق الأساسية التي تواجه صناعة النشر في العالم العربي، كما تكلفة الكتاب المرتفعة بسبب غياب الدعم وضعف التسويق، يقف كلّ من المؤلّف والناشر والقارئ العربي أمام معضلة حقيقية تحدّ من انتشار القراءة.
تتعدّد الفعاليات التي تنظّم في تونس حول حقوق المؤلّف في مجالات الإبداع المتعدّدة، حيث انطلقت سلسلة ورشات في الحادي والثلاثين من آذار/ مارس الماضي بعنوان "خميس حقوق المؤلف" والتي تتواصل حتى السابع من الشهر المقبل، بتنظيم من "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر".
كما تُفتتح مساء غدٍ الجمعة فعاليات الدورة الأولى من "الأيام التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة" في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" بتونس العاصمة، والتي تتواصل حتى الأحد المقبل، وتضمّ مجموعة من الندوات والحوارات الثقافية والمعارض التشكيلية.
على هامش التظاهرة، يقام معرض استعادي للفنان التشكيلي التونسي الهادي التركي (1922 – 2019) الذي يعد أحد رموز "مدرسة تونس للرسم" التي تأسّست في أربعينيات القرن الماضي، وسعت إلى توظيف رموز التراث وعناصره في حداثة فنية تونسية بعدما هيمنت مفردات الفولكلور والمشاهد الطبيعية على المشهد التشكيلي في بلاده لعقود عديدة.
تخصص التركي الذي درس في أكاديمية "لاغراند شوميير" بباريس و"أكاديمية روما للفنون الجميلة"، في الرسم باستعمال الرصاص والحبر الصيني، وهو أحد رواد الرسم التجريدي في تونس والعالم، وكان من أشدّ المدافعين عن خيارات "مدرسة تونس للرسم" وتوجهاتها المرتبطة بالحضارة الإسلامية والعربية، وكان إلى جانب الرسامين التونسيين عمار فرحات وشقيقه زبير التركي وجلال بن عبد الله وحسن الوافي وعلي بلاغة.
كما يقام معرض للفنان المنجي معتوق الذي زاوج بين التدريس الأكاديمي والممارسة الفنية لسنوات طويلة، ويشكل الجسد المفردة الأساسية في لوحته والذي يظهر مقيداً في حركته أو مشوهاً في شكله حيث يرسم أجساداً مقطوعة الرأس، أو في حالة تصادم واضطراب مستمرة.
وتعقد في يوم الافتتاح ندوة فكرية تحت عنوان "سوق الفن والملكية الفكرية" بمشاركة عدد من الباحثين والكتاب والفنانين، إلى جانب حفل موسيقي بعنوان "المشايخ" بقيادة الموسيقي محمد الأسود.
