هموم شعرية: مع غياث المدهون

هموم شعرية: مع غياث المدهون

16 اغسطس 2019
غياث المدهون، تصوير: جيف فان أيندي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته.

■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟

شخصيًا، أعرف بعض المجانين الذين يقرأون شعري، بعضهم تواصلوا معي عن طريق البريد الإلكتروني الموجود في موقعي الشخصي على الشبكة، أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. لا أعرف الذين لم يتواصلوا معي، ولكن أعرف أنهم موجودون. أما إن كنت مقروءًا أم لا، فبصراحة كاملة لا أعتبر أن هذا سؤال مهم، ذلك أن اهتمامي منصبّ على التفكير بالكتابة الشعرية نفسها، لا على طرائق وصولها وترويجها. لنترك هذه الأحكام لمن يرغبون بالعيش في فقاعات الوهم التي تصنعها السوشال ميديا.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟

علاقتي مع ناشري جيدة، هو صديق قديم، يعرف عيوبي، ويفهمني جيدًا، غادرنا سورية معًا، وحين حصلنا على الجنسيات الأوروبية، ذهبنا إلى فلسطين معًا. دار المتوسط هي أحلام خالد الناصري التي أصبحت حقيقة، ليست مثالية، ولا أعتقد أن الناصري يريدها أن تكون. هي رد فعل على الديكتاتوريات العربية، ولهذا ترخيصها إيطالي ولا تستطيع أي من الدول العربية التحكم بها، هي مع الحرية الشخصية وحرية التعبير، وليست مع الفلول والثورات المضادة، كذلك دار المتوسط لا تقبل أية مبالغ مالية مقابل النشر كما تفعل دور النشر العربية، على العكس، تدفع للكاتب من المبيعات. أعتقد أن المتوسط تحاول أن تعيد فتح النقاش حول آليات النشر، وتصميم الأغلفة، وتوزيع الكتب، وجودة المنتج النهائي، وفتح الباب أمام المخطوطات الجيدة بغض النظر عن شهرة كاتبها.


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟

لا بد من النشر في المجلات والجرائد والمواقع الأدبية، لا يجب أن يكون التجريب فقط من خلال الكتب.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟

أنشر القصيدة في مجلة أو موقع أدبي، ثم أقوم بنشر رابط القصيدة في المجلة الأدبية التي نشرت بها على وسائل التواصل الاجتماعي. لا أعرف ما تأثير ذلك على كتابتي وكتابة زملائي.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟

لا أعرف من هم قارئو الشعر في هذه الأيام، ولكن أعرف أنهم موجودون على ندرتهم. عموماً، جزء صغير من قارئي الأدب يقرأون الشعر، أو على الأقل، يواظبون على قراءته.


■ هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟

لا، لأنه غير صحيح. شخصياً أفضل أن أقرأ جولان حاجي، أمجد ناصر، صلاح فائق، رائد وحش، غسان زقطان، إيمان مرسال، سركون بولص، خالد بن صالح، قاسم حداد وغيرهم على الشعر المترجم، ولأسبابٍ يطول شرحها جداً.


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟

سأكون كاذباً لو قلت إني أعرف مزايا الشعر العربي وأشرع بالحديث عنها، الحقيقة أنّي لا أعرف، أعرف فقط أن هناك ما يسمّى بالشعر العربي، أما مزاياه فأترك هذا الأمر لأصحاب الاختصاص.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟

أرى أنّ بسام حجار هو من يستحق الاستعادة اليوم، لم يأخذ حقه في حياته، ومؤخراً صدرت أعماله الشعرية الكاملة عن دار الرافدين.


■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟

جميعنا نتمنى للشعر العربي ما هو جميل، غير أنّ أمنيتي الكبرى له هي الجماهيرية.


بطاقة

شاعر فلسطيني من مواليد دمشق عام 1979. يعيش في استوكهولم منذ عام 2008. صدرت له أربع مجموعات شعرية: "قصائد سقطت سهواً" (2004)، "كلما اتسعت المدينة ضاقت غرفتي" (2008)، "لا أستطيع الحضور" (2014)، و"أدرينالين" (2017). ترجمت قصائده لعدة لغات، منها: الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والتشيكية.

المساهمون