وقفة مع عاطف الشاعر

وقفة مع عاطف الشاعر

10 نوفمبر 2018
(عاطف الشاعر)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
الحياة الأكاديمية لها بعد يومي يتمثل، من ضمن أمور أخرى، بالتدريس والتواصل والإدارة. وعلى صعيد آخر، أنا بصدد نشر كتابين قريباً، أحدهما حول كتابات النكبة الفلسطينية الأدبية، حيث جمعتُ نماذج من كتابات تمتد على مدار أكثر من سبعين سنة تتعلق بالمأساة الفلسطينية المستمرة، والمشروع الآخر حول شعر الحبّ في المنطقة المسماة بـ"الشرق الأوسط"، ويتضمن فصولاً من لغات وتقاليد وموروثات مختلفة.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
صدر لي مؤخرا فصل (في كتاب جماعي) حول الشعر الفلسطيني عن القدس، وفصل آخر عن معاني الوقت في الشعر العربي. الأخير هو تأمل في فكرة الوقت في الشعر العربي قديمه وحديثه. الآن أبحث في موضوع اللغة وكيفية اكتسابها كما وردَ في التراث العربي القديم، حيث انشغلت بهذا الموضوع منذ وقت طويل، لكن لم أتمكن من إنجازه قبل الآن. كما أعمل على مشاريع ترجمة أدبية وكتابات أخرى.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
هناك نوع من الرضا لأنني دَرَستُ وَأُدَرِّسُ وأكتب في مجالات أهواها، ولكن يهمني التطور والمعرفة والفهم. وتلك الأخيرة مشاريع حياة كاملة لا تتوقف.


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
أعتقد أنني سأسيرُ بالمسار نفسه، ليس لأي شيء سوى أنني عندما أفكّر في الماضي أرى أنّني قد فكّرت في ما اخترت. أحيانا لسبب أو لآخر لم تحنْ الفرصة لأخذ مساق أو التعمق أكثر بلغات تعلمتها، لضيق الوقت أو للكسل أو لأسباب أخرى، ولكن بشكل عام المسارات التي اتخذتها، إذا جازَ التعبير، أثبتت أنها مصادر طمأنينة وسعادة لي.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
العالم أكبر من أن يتوافقَ وإِرادتي، ولكنني أنتظر الفرج لبلادي فلسطين. أنتظر تعاملاً أفضل مع البيئة وإنسانية أعمق: أن نفهم جميعا بأننا نتشارك عالما واحدا ومترابطا، وما يجمعنا أعظم بكثير مما يفرقنا. علينا عدم اليأس من المحاولة، مهما قست الظروف، من أجل عالم أكثر مساواة وأكثر عدلا. أنتظر من العالم العربي أن يمتلك الثقة ليهجرَ الرجعية والظلامية التي تسود مناطق كثيرة منه باسم الدين والتراث والتقاليد، أنتظر منه أن يقطع مع الديكتاتورية وظلاميات أخرى لا تصنع سوى تقسيم البشر وزرع الشك والتفكير العنيف في ما بينهم. ضيق النظر مقيت.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أودُ لو ألتقي ببرتراند راسل. أحبُّ حسّه العقلي والشعري واللغوي. كما أود لو قابلت عميد أدبنا العربي طه حسين والكاتب السوداني الطيب صالح. أرى فيهم منارات فكرية وجمالية وإنسانية عالية.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
أعودُ كثيراً إلى كتب إدوارد سعيد، خصوصاً "البدايات: المقصد والمنهجية" و"العالم والنص والناقد"، وأيضاً إلى أشعار بورخيس.


■ ماذا تقرأ الآن؟
أقرأ كتباً كثيرة في الوقت نفسه، ولكن حالياً أركزُ على كتاب نور مصالحة الجديد "فلسطين: أربعة آلاف عام من التاريخ"، وكتاب صغير عن إيران لعلي الأنصاري. بالنسبة لإيران، آسف أن بعض العرب ليسوا على علاقة جيدة بإيران. هناك سوء فهم وشك كبير بهذه الدولة والمجتمع الذي له ما له وعليه ما عليه، ولكن تظل إيران أقرب إلينا ويجب التعامل معها كجزء عضوي من المنطقة، لا كعدو.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أعود إلى موسيقى الملحن الإيطالي أنطونيو فيفالدي، "موسيقى الفصول الأربعة". يعجبني طغيان الكمنجات على الآلات الموسيقية الأخرى ونبرات الفرح والسعة التي تنبثق من أصواتها. ومن وقت لآخر أعود لأسمع الموسيقى العراقية التقليدية، خصوصا المواويل. أطربُ كثيرا للحس الشعوري العميق والبريء فيها، وإن كان حزينا ودراماتيكيا بصورة زائدة أحيانا.


بطاقة
كاتب وأكاديمي فلسطيني ولدَ في غزة عام 1982 وانتقل إلى لندن سنة 2003، وهو محاضر في الدراسات العربية والثقافية بجامعة ويستمينستر في لندن. له العديد من الدراسات والكتب باللغة الإنكليزية، منها: "الشعر والسياسة في العالم العربي المعاصر" (2016)، و"الحبُّ والشعر في الشرق الأوسط" و"أنطولوجيا الكتابات الفلسطينية عن النكبة: خريطة غياب" (ويصدران في 2019). كما نشر نصوصاً شعرية باللغة العربية، وترجم إلى الإنكليزية نصوصاً لعدة شعراء عرب.

المساهمون