"المقاومة بالحيلة" لـ جيمس سكوت: المخفي والمعلن في الخطاب

"المقاومة بالحيلة" لجيمس سكوت: المخفي والمعلن في الخطاب

02 فبراير 2020
دييغو ريفيرا/ المكسيك
+ الخط -
في معظم أعماله، ركّز عالم الأنثروبولوجيا الأميركي جيمس سكوت، على فكرة المقاومة وعلاقة المحكوم بالسلطة، وبشكل خاص تأمّل في طرق المقاومة الباطنية وغير المعلنة والتي لا تعتمد على مبدأ المواجهة، ويمكن القول إن سكوت عكس غرامشي حين يتعلّق الأمر بفهم الهيمنة، حيث دافع دائماً عن مقاومة الطبقة الكادحة غير المعلنة والتي تعبّر من خلالها عن رفضها للسلطة.

من ذلك اهتمامه خلال حرب فيتنام بالاقتصاد الأخلاقي للفلاح وفكرتي التمرّد والعيش في جنوب شرق آسيا، وكذلك كتب كتابه "أسلحة الضعيف" وتناول فيه أشكال الحياة اليومية للمقاومة الفلاحية في أجزاء مختلفة من العالم.

نشر سكوت أيضاً كتاباً بعنوان "الهيمنة وفن المقاومة"، ووضع فيه نظرية النص المعلن (العلاقة بين السلطة المهيمنة والمضطهدين) والنص الخفي (نقد السلطة خلف الكواليس)، وكتّب أيضاً "فن عدم الحكم"، وفيه يتناول التاريخ الأناركي في جنوب شرق آسيا المرتفعات. 

في طبعة ثانية، صدر حديثاً كتاب سكوت المعنون "المقاومة بالحيلة: كيف يهمس المحكوم من وراء ظهر الحاكم" عن "دار الساقي" وبترجمة إبراهيم العريس ومخايل خوري، ويأتي الكتاب في ثمانية فصول، هي: "ماوراء الحكاية الرسمية"، و"السيطرة، التمويه، والاستيهام"، و"الخطاب العلني كأداء جدير بالاحترام".

إلى جانب فصول: "وعي زائف أم مغالاة في المديح"، و"توفير حيز اجتماعي لثقافة انشقاقية تحتية"، و"الكلام في ظل السيطرة"، و"السياسة التحتية للجماعات المحكومة"، و"الإفراط في السلطة".

في الكتاب، يقدّم سكوت مناقشة للدوريْن الاجتماعييْن اللذين يلعبهما القوي ومن لا قوّة لديه، ولما هو ساخر وضمني ومخبأ أو معلن في خطاب كلّ منهما.

وباستعمال أمثلة من الأدب والتاريخ وسياسات الثقافة، في أمكنة عدّة من العالم يتفحّص المؤلّف بعض أقنعة الخطاب وبعض نواياه، والتناقضات التي يعكسها، فضلاً عن الغموض حين يكون شكلاً من أشكال المقاومة.

المساهمون