alaraby-search
  • الرئيسية
  • أخبار متفرقة
  • سياسة
    • سياسة - الرئيسية
    • أخبار
    • تقارير - عربي
    • تقارير - دولي
    • تحليلات
    • سيرة سياسية
    • ضيوف - مقابلات خاصة
    • إضاءات صحفية
    • قضية ورأي
  • اقتصاد
    • اقتصاد - الرئيسية
    • اقتصاد الناس
    • اقتصاد عالمي
    • اقتصاد عربي
    • أسواق
    • طاقة
    • مصارف
    • عقارات
    • إضاءات صحفية
    • إنفوغراف
    • فيديو
    • مواقف
    • سياحة وسفر
  • مجتمع
    • مجتمع - الرئيسية
    • الخطوط الساخنة
    • شباب
    • المرأة والمجتمع
    • جامعات وطلاب
    • لجوء واغتراب
    • البيئة والناس
    • تعليق
    • الصحة والمجتمع
    • الجريمة والعقاب
    • تربية وتعليم
  • ميديا
    • ميديا - الرئيسية
    • حريات
    • رصد
    • تغريد
    • تكنولوجيا و موبايل
    • وقفة
  • تحقيقات
  • ثقافة
    • ثقافة - الرئيسية
    • آداب وأفكار
    • كتب
    • نصوص
    • وقفات
    • مفكرة المترجم
    • أصدقاء لغتنا
    • من وإلى
    • مواقف
    • مشهديات
    • سينما
    • مرئيات
    • سماعيات
    • أخبار الثقافة
    • ذكرى ميلاد
  • رياضة
    • رياضة - الرئيسية
    • كرة عربية
    • كرة عالمية
    • رياضات اخرى
    • بعيدا عن الملاعب
  • منوعات
    • منوعات - الرئيسية
    • حدث
    • حول العالم
    • أفلام ومسلسلات
    • لايف ستايل
    • نجوم وفن
    • مواقف
  • مقالات
    • مقالات - الرئيسية
    • آراء
    • زوايا
    • قضايا
    • مواقف
  • كاريكاتير
  • ملفات خاصة
  • صفحات متخصصة
    • ملحق فلسطين
    • جاليات
    • قصص تفاعلية
  • المدوّنات
    • جميع المدوّنات
    • الكشكول
    • امتاع ومؤانسة
  • مرايا
  • النسخة الورقية
  • English
  • ضفة ثالثة
  • android App
  • apple App
  • login
  • fullscreen
  • PDF
  • email
  • media
  • alaraby-Weather
  • facebook
  • twitter
  • youtube
  • instgram
  • rss
  • English
  • ضفة ثالثة
  • النسخة الورقية
العربي الجديد
alaraby-widgeticon
alaraby-menubg
  • alaraby-logo
  • الرئيسية
  • سياسة
      • لماذا يختفي النشطاء العراقيون المختطفون بعد الإفراج عنهم؟

        لماذا يختفي النشطاء العراقيون المختطفون بعد الإفراج عنهم؟

      • انتشار أمني كثيف في بغداد بعد دعوات لتظاهرات مشبوهة

        انتشار أمني كثيف في بغداد بعد دعوات لتظاهرات مشبوهة

      • القمة الخليجية تُعقَد بالرياض اليوم بحضور رئيس الوزراء القطري

        القمة الخليجية تُعقَد بالرياض اليوم بحضور رئيس الوزراء القطري

      • أخبار
      • تقارير - عربي
      • تقارير - دولي
      • تحليلات
      • سيرة سياسية
      • ضيوف - مقابلات خاصة
      • إضاءات صحفية
      • قضية ورأي
  • اقتصاد
      • الكويت: 320 بلاغاً ضد الفساد بـ 2.5 مليار دولار

        الكويت: 320 بلاغاً ضد الفساد بـ 2.5 مليار دولار

      • الجزائر: أحكام بالسجن لأويحيى وسلال ورجال أعمال بقضايا فساد

        الجزائر: أحكام بالسجن لأويحيى وسلال ورجال أعمال بقضايا فساد

      • أزمة مواقد اليمن...الغاز لمن يدفع والأسر تعود إلى الحطب

        أزمة مواقد اليمن...الغاز لمن يدفع والأسر تعود إلى الحطب

      • اقتصاد الناس
      • اقتصاد عالمي
      • اقتصاد عربي
      • أسواق
      • طاقة
      • مصارف
      • عقارات
      • إضاءات صحفية
      • إنفوغراف
      • فيديو
      • مواقف
      • سياحة وسفر
  • مجتمع
      • موسى بريزات: من حق الأردنيين أن يعبّروا عن رأيهم

        موسى بريزات: من حق الأردنيين أن يعبّروا عن رأيهم

      • تلاميذ أفغان ضحايا اعتداءات جنسية

        تلاميذ أفغان ضحايا اعتداءات جنسية

      • حمى الضنك تفتك بسكان الحديدة اليمنية

        حمى الضنك تفتك بسكان الحديدة اليمنية

      • الخطوط الساخنة
      • شباب
      • المرأة والمجتمع
      • جامعات وطلاب
      • لجوء واغتراب
      • البيئة والناس
      • تعليق
      • الصحة والمجتمع
      • الجريمة والعقاب
      • تربية وتعليم
  • ميديا
      • قلق أممي من الحجب المتكرر للإنترنت في إثيوبيا

        قلق أممي من الحجب المتكرر للإنترنت في إثيوبيا

      • فيديو زوجة #شادي_الغزالي_حرب يفضح حال المعتقلين بسجون السيسي

        فيديو زوجة #شادي_الغزالي_حرب يفضح حال المعتقلين بسجون السيسي

      • "غوغل" تواجه تحقيقاً فيدرالياً بشأن طرد أربعة موظفين

        "غوغل" تواجه تحقيقاً فيدرالياً بشأن طرد أربعة موظفين

      • حريات
      • رصد
      • تغريد
      • تكنولوجيا و موبايل
      • وقفة
  • تحقيقات
  • ثقافة
      • "كتاب النثر": موسى وهبه وحياة في الفلسفة

        "كتاب النثر": موسى وهبه وحياة في الفلسفة

      • من مكاني في الهاوية

        من مكاني في الهاوية

      • القصيدة المغربية اليوم: رؤى نقدية للمشترك ورهانات التحوّل

        القصيدة المغربية اليوم: رؤى نقدية للمشترك ورهانات التحوّل

      • آداب وأفكار
      • كتب
      • نصوص
      • وقفات
      • مفكرة المترجم
      • أصدقاء لغتنا
      • من وإلى
      • مواقف
      • مشهديات
      • سينما
      • مرئيات
      • سماعيات
      • أخبار الثقافة
      • ذكرى ميلاد
  • رياضة
      • مهاجم ميلان يمازح نجماً جزائرياً ويعاتبه لسبب غريب!

        مهاجم ميلان يمازح نجماً جزائرياً ويعاتبه لسبب غريب!

      • شاهد... مارادونا يسقط في لقطة طريفة

        شاهد... مارادونا يسقط في لقطة طريفة

      • وكلاء لاوتارو يجتمعون مع مسؤولي برشلونة

        وكلاء لاوتارو يجتمعون مع مسؤولي برشلونة

      • كرة عربية
      • كرة عالمية
      • رياضات اخرى
      • بعيدا عن الملاعب
  • منوعات
      • مغنو لبنان وشارع الثورة

        مغنو لبنان وشارع الثورة

      • الفصول الأربعة: مدينة محكومة بالحنين

        الفصول الأربعة: مدينة محكومة بالحنين

      • فنانون عرب... خطوات على بُعد إصدارات جديدة

        فنانون عرب... خطوات على بُعد إصدارات جديدة

      • حدث
      • حول العالم
      • أفلام ومسلسلات
      • لايف ستايل
      • نجوم وفن
      • مواقف
  • مقالات
      • قبل الحسم في الجزائر

        قبل الحسم في الجزائر

      • الطرف الثالث يحكم العراق

        الطرف الثالث يحكم العراق

      • ما هو الخليج العربي الذي سيعود؟

        ما هو الخليج العربي الذي سيعود؟

      • آراء
      • زوايا
      • قضايا
      • مواقف
  • كاريكاتير
  • ملفات خاصة
  • صفحات متخصصة
      • ملحق فلسطين
      • جاليات
      • قصص تفاعلية
  • ملفات خاصة
  • المدوّنات
      • جميع المدوّنات
      • الكشكول
      • امتاع ومؤانسة
  • مرايا
alaraby-search
الإثنين 11/03/2019 م (آخر تحديث) الساعة 07:26 بتوقيت القدس 05:26 (غرينتش)
الطقس
errors

أخبار متفرقة

    • عروض كتب

      إصدارات

      صدر قديماً

      صفحات من كتب

    1. الصفحة الرئيسية :
    2. ثقافة :
    3. كتب :
    4. صدر قديماً :
  • ...
    • 0
    • مشاركة
    • السابق

      التالي

(من واحة نفطة في منطقة الجريد) صدر قديماً: الدقلة في عراجينها.. موسوعة الجريد وعوالمه
  • أخبار مرتبطة

  • أهم الأخبار

  • 2019-12-10 بغداد ــ أكثم سيف الدين
    انتشار أمني كثيف ببغداد بعد دعوات لتظاهرات مشبوهة تبرّأت منها ساحة التحرير

    انتشار أمني كثيف ببغداد بعد دعوات لتظاهرات مشبوهة تبرّأت منها ساحة التحرير

    2019-12-10
    أردوغان: يحق لتركيا إرسال قوات عسكرية لليبيا إذا طلبت حكومتها

    أردوغان: يحق لتركيا إرسال قوات عسكرية لليبيا إذا طلبت حكومتها

    2019-12-10 الدوحة ــ أنور الخطيب
    القمة الخليجية تُعقَد في الرياض اليوم بحضور رئيس الوزراء القطري

    القمة الخليجية تُعقَد في الرياض اليوم بحضور رئيس الوزراء القطري

الأكثر مشاهدة

  • الأكثر مشاهدة

    مشاهدة تعليقاً إرسالاً

صدر قديماً: الدقلة في عراجينها.. موسوعة الجريد وعوالمه

نجم الدين خلف الله
11 مارس 2019
"الدِّقْلة في عَراجينها" للكاتب التونسي الراحل البشير خْرَيِّف (1917-1983) من عَتيق الروايات التونسية التي صَنعت من الجنوب التونسي موضوعاً للسّرد، ومن سداه نسجَ المؤلف أحداثَ كونه التخييلي، فاستعاد منطقة "الجريد" مشكِّلاً من تضاريسها وغاباتها وواحاتها لُحمة الحكاية التي ترامت على نحو 350 صفحةً.

حكاية انطلقت أحداثُها، وهي من صميم الخيال وسِحر الكلام، في عيد "المايّو"، الذي يصادف الرابعَ عشرَ من شهر أيار حيث يتقابل تقويمٌ فلاحي لدى مزارعي النخيل بذكرى وطنيّة لدى المستعمِر الفرنسي الذي كان حينَها جاثماً على ثروات الشعب التونسي وحقوله ومَناجمه. في ذلك التاريخ، كان عمر "العطراء"، إحدى الشخوص الرئيسة، ثماني سنوات. وتوالت بعدها الوقائع تُساير قيضَ الصيف ورطوبة الخريف ومنه برد الشتاء وتهلل الربيع، دائرةً مع الفصول. وفي نهاية القصّ، تبلغ العطراء ثمانيةً وعشرين عاماً، فيكون الامتدادُ الزمني لعَقديْن.

وإليها يضاف زمن تقريبيٌّ، أومأ إليه الراوي بقوله: "وبعد أشهر" من عودة العطراء من صفاقس حيث كانت تتداوى وحيث أقام الحفناوي وتزوّج بامرأة ثانية أنجبت له ولداً. ثم ما لبثت العطراء أن مرضت وتوفيت بعد سنة. وهكذا يُقدّر الزمن الحَدثي في الرواية بواحد وعشرين عاماً، بما فيه من ثغرات وتعرّجات رجوعاً إلى الماضي أو استشرافاً للمستقبل.

الإشارة التاريخية الوحيدة التي أرسلها الراوي هي إضراب العمال التونسيين في منجم الفسفاط بمدينة المتلوي سنة 1928، مما يقوّي وهم القارئ بأنّ وقائع التاريخ المباطنة للرواية جرت ما بين الحربيْن العالميتيْن حيث شهدت تونس، كسائر المستعمَرات، أعنف هزّات التحوّل السياسي والاجتماعي، بعد أن توغّل النموذج الفرنسي في النسيج التقليدي واستباحَ ثرواته، ففغرت الأرض فاها على المجهول.

تعالج هذه الرواية التي سُبكت سنة 1968، أحداثاً تاريخية ماضية على زمن الكتابة تلاعباً بخطيّة التاريخ وتفتيتاً لصلابة تقدّمه. فكانت تزاوج بين آليتَيْ الاسترجاع والاستشراف للواقع الاجتماعي التونسي، مع التركيز على فَترة اختزنت في أحشائها بذرات الانتقال الدرامي من النمط الإقطاعي-الأبوي إلى النمط الليبرالي، ومن سيطرة القيم الدينية، التي تجسّدها شخصية الإمام، إلى شيوع التسيّب، يأساً أو مجوناً، وهو تحوّل تلخصه آخر جملة في الرواية: "وعندما سكتَ آخرُ سكِّير وطلع المؤذّن يَتَهَجد، ماتت".

من جهة التوزيع المكاني، تنتشر الوقائع، وهي من صنائع الابتكار، على بساط جغرافي مَعلوم: "بلاد الجريد". اسمٌ شاع في كتب الرحلة وسجلات الإدارة إشارةً إلى منطقة الجنوب الغربي لتونس، وإيحاءً إلى ما يميزها من استقلالية، فهي بلادٌ في بلاد. واشتهارها بزراعة النخيل، وهو فَخارُها، ودَمارُها حين تجفّ السماء أو تفيض أمطارُها. تنتقل الشخوص من نَفطة، مدينة المَكي والعطراء، نحو المتلوي (80 كيلومتراً شمالاً)، وبجوارها قرية فليب طوما حيث مصنع الفسفاط، ثم إلى السجن وصفاقس. وفي نهاية المطاف، يعودون إلى نقطة البداية: نفطة. وهذا أيضاً من عبث الرقم على المسافات والإشارة إلى الفضاءات خلطاً بين امتدادها في الجغرافيا وإيحائها بالدلالات.

عجبٌ تركيبةُ النص ولـمْحة ابتكارٍ. مستوحاةٌ، بعفو البديهة، من صورة أقناء النخلة وأعْذاقِها حين تتداخل. تشكلت أجزاؤُه من ثلاثة فصولٍ سمّاها المؤلف "عراجين"، ولها أسنَد أسماء شخوصه: ديجة، المكي والعطراء... وفي كل عُرجون عددٌ من الشماريخ، هي منه بمثابة الفصول الفرعية، وفي الحياة مَراحل وسنون. ولا يُعرف في تقسيم الروايات الحديثة ما يشبه هذا الترتيب، رمزاً للنخلة التي تتدلى منها الأعذاق والشماريخ محملة بأطايب الرُّطَب والتمور.

قُرئت هذه الرواية في عصرها وبعده قراءة واقعية. وصُنّفت في خانة النقد الاجتماعي لتونس الرازحة تحت نير الاستعمار. ولكنها، عند تجويد النظر، تلاعب كبير بحقول الكلام وفنٌّ أصيل من صادق الكَذب.

كذبٌ يراوغ بخطابه "موسوعةً" يَستدعيها، ليس بالمعنى الاصطلاحي الذي صاغه عالم السيميولوجيا أومبرتو إيكو بما هي مجموعة من العناصر في ذهن القارئ تتيح له فتح مسالك تأويلية في النص، بل بالمعنى المعجمي للموسوعة كدائرة معارف وجداول كلمات تحيل إلى أشياء ضمن إطار مرجعي بعينه. تضمّن أثرُ البشير خريّف كلّ المعارف الطبيعيّة والثقافية والفلاحية الخاصة بسكان هذه المنطقة، ومنها تسمية المواسم والآلات وأنواع التمور والآفات.

فإن بَحثنا عن نظير لها، في الأدب الأجنبي، سنقابلها برواية "موبي ديك" للكاتب الأميركي هرمان ملفيل الذي اشتغل على عالم صيادي الحيتان وأورد في نصّه مصطلحاتهم بما تتضمّنه من تفاصيل التفاصيل، حتى قيل إنّ قراءة روايته تغني عن موسوعة في علم البحار. وقياساً عليه، يمكن القول إن "الدقلة في عراجينها" تغني عن قراءة موسوعة في زراعة النخيل.

على مستوى آخر، يُشبه نص "الدقلة" بحثاً اثنوغرافياً، فهو يتغلغل في تفاصيل المعيش اليومي ونظام الحياة في هذه المنطقة، وكأنّ المؤلف أوفى بـ"شرط نجاح" البحث الإثنوغرافي، كما حدّده الأنثروبولوجي الفرنسي مارك أوجيه، وهو أن يتحوّل الباحث إلى جزء من نسيج المكان الذي يدرسه. ومن آيات ذلك أنّ خريّف قد جعل سجلات القول مزجاً بديعاً بين الفصحى والعامية، مزجاً اتخذه فرسَ رهانٍ، أوهم من خلاله بواقعية الحبكة وصدقية الحوارات.

لكن خريّف وجد نفسه تبعاً لذلك هدفاً لسهام المنتقدين التي طاولته منذ أن أصدر روايته الأولى "حُبّك درباني" (1959). لقد تأكدت التهمة حين جاء نصّ "الدقلة" هذا جريئاً في التلاعب بين السجليْن، بما لم تألفه الذائقة الأدبية، رغم براعة الكاتب في هذا وتألقه في ذاك: فَالمقاطع الفصيحة تنساب في سلاسة أثيلة، فيها من عَبق النثر الكلاسيكي، ومعدنه "الأغاني" و"العقد الفريد"، ومن الرومنسية المحدثة صورُ طبيعةٍ خلاّبةٍ ووجدان سانحٍ. وأما الحوارات فَجرت كلها بلهجة الجنوب الصادقة بخصائصها الصوتية، حتى أنه يمكن عدُّ هذا الكتاب أشمل "مُدوّنة"، بالمعنى الألسني الدقيق لما يسمى بالفرنسية: sociolecte أو النظام اللغوي الخاص بمجموعة ما، تنتمي إلى نفس المنطقة أو المهنة أو الفترة. أورد خريّف كل الاستعمالات المُعتقة والمبتذلة التي تميّز بلاد الجريد وقيَّدها طوراً من أطوار الضاد في تجوالها عبر العصور والدروب.

وكان ثمن هذه المغامرة الأدبية الجريئة أن تحوّلت "الدقلة في عراجينها" إلى أثر مرهِق بما اكتنزه من إحالات ومرجعياتٍ. تكاد كلُّ جملة فيه تستدعي جزءاً من ذاك العالم الفلاحي الصحرواي، بضراوته وفكاهته، فلا تفتح أذرعها طائعة لقارئ مَدني تعوّد بسيط الكلام. ومن جهة أخرى، كانت متأصلة في زمنها بما يعيق تقبّل قارئ حديث لها، وهو بطبعه سؤوم.

لكن لهذا القارئ أن ينظر للعمل كشهادة تاريخية تكشف فظاعة الاستعمار الفرنسي وهو يفرض نموذجه الاجتماعي والاقتصادي، ليس على الناس فقط بل على الأرض أيضاً، محوّلاً هويتها الجيولوجية من زراعة النخيل إلى استخراج الفسفاط. وله أن يقرأه وفي الذهن مطالبات التونسيين، في أيامنا هذه، بتجديد النظر في عقود استغلال هذه المناجم وربما إلغائها، بعد أن فَعلت ما فعلت بالطبيعة والناس.

اقــرأ أيضاً
"في المغرب" لبيير لوتي: خلخلة مبكرة لتمثلات جاهزة
  • مشاركة
  • 0
  • 0
  • print
دلالات: روايات تونسية الجنوب التونسي موسوعات زاوية صدر قديماً البشير خريّف رواية العودة إلى القسم
نجم الدين خلف الله
نجم الدين خلف الله
صدر قديماً: الدقلة في عراجينها.. موسوعة الجريد وعوالمه
(من واحة نفطة في منطقة الجريد) صدر قديماً: الدقلة في عراجينها.. موسوعة الجريد وعوالمه
نجم الدين خلف الله
صدر قديماً
11 مارس 2019
"الدِّقْلة في عَراجينها" للكاتب التونسي الراحل البشير خْرَيِّف (1917-1983) من عَتيق الروايات التونسية التي صَنعت من الجنوب التونسي موضوعاً للسّرد، ومن سداه نسجَ المؤلف أحداثَ كونه التخييلي، فاستعاد منطقة "الجريد" مشكِّلاً من تضاريسها وغاباتها وواحاتها لُحمة الحكاية التي ترامت على نحو 350 صفحةً.

حكاية انطلقت أحداثُها، وهي من صميم الخيال وسِحر الكلام، في عيد "المايّو"، الذي يصادف الرابعَ عشرَ من شهر أيار حيث يتقابل تقويمٌ فلاحي لدى مزارعي النخيل بذكرى وطنيّة لدى المستعمِر الفرنسي الذي كان حينَها جاثماً على ثروات الشعب التونسي وحقوله ومَناجمه. في ذلك التاريخ، كان عمر "العطراء"، إحدى الشخوص الرئيسة، ثماني سنوات. وتوالت بعدها الوقائع تُساير قيضَ الصيف ورطوبة الخريف ومنه برد الشتاء وتهلل الربيع، دائرةً مع الفصول. وفي نهاية القصّ، تبلغ العطراء ثمانيةً وعشرين عاماً، فيكون الامتدادُ الزمني لعَقديْن.

وإليها يضاف زمن تقريبيٌّ، أومأ إليه الراوي بقوله: "وبعد أشهر" من عودة العطراء من صفاقس حيث كانت تتداوى وحيث أقام الحفناوي وتزوّج بامرأة ثانية أنجبت له ولداً. ثم ما لبثت العطراء أن مرضت وتوفيت بعد سنة. وهكذا يُقدّر الزمن الحَدثي في الرواية بواحد وعشرين عاماً، بما فيه من ثغرات وتعرّجات رجوعاً إلى الماضي أو استشرافاً للمستقبل.

الإشارة التاريخية الوحيدة التي أرسلها الراوي هي إضراب العمال التونسيين في منجم الفسفاط بمدينة المتلوي سنة 1928، مما يقوّي وهم القارئ بأنّ وقائع التاريخ المباطنة للرواية جرت ما بين الحربيْن العالميتيْن حيث شهدت تونس، كسائر المستعمَرات، أعنف هزّات التحوّل السياسي والاجتماعي، بعد أن توغّل النموذج الفرنسي في النسيج التقليدي واستباحَ ثرواته، ففغرت الأرض فاها على المجهول.

تعالج هذه الرواية التي سُبكت سنة 1968، أحداثاً تاريخية ماضية على زمن الكتابة تلاعباً بخطيّة التاريخ وتفتيتاً لصلابة تقدّمه. فكانت تزاوج بين آليتَيْ الاسترجاع والاستشراف للواقع الاجتماعي التونسي، مع التركيز على فَترة اختزنت في أحشائها بذرات الانتقال الدرامي من النمط الإقطاعي-الأبوي إلى النمط الليبرالي، ومن سيطرة القيم الدينية، التي تجسّدها شخصية الإمام، إلى شيوع التسيّب، يأساً أو مجوناً، وهو تحوّل تلخصه آخر جملة في الرواية: "وعندما سكتَ آخرُ سكِّير وطلع المؤذّن يَتَهَجد، ماتت".

من جهة التوزيع المكاني، تنتشر الوقائع، وهي من صنائع الابتكار، على بساط جغرافي مَعلوم: "بلاد الجريد". اسمٌ شاع في كتب الرحلة وسجلات الإدارة إشارةً إلى منطقة الجنوب الغربي لتونس، وإيحاءً إلى ما يميزها من استقلالية، فهي بلادٌ في بلاد. واشتهارها بزراعة النخيل، وهو فَخارُها، ودَمارُها حين تجفّ السماء أو تفيض أمطارُها. تنتقل الشخوص من نَفطة، مدينة المَكي والعطراء، نحو المتلوي (80 كيلومتراً شمالاً)، وبجوارها قرية فليب طوما حيث مصنع الفسفاط، ثم إلى السجن وصفاقس. وفي نهاية المطاف، يعودون إلى نقطة البداية: نفطة. وهذا أيضاً من عبث الرقم على المسافات والإشارة إلى الفضاءات خلطاً بين امتدادها في الجغرافيا وإيحائها بالدلالات.

عجبٌ تركيبةُ النص ولـمْحة ابتكارٍ. مستوحاةٌ، بعفو البديهة، من صورة أقناء النخلة وأعْذاقِها حين تتداخل. تشكلت أجزاؤُه من ثلاثة فصولٍ سمّاها المؤلف "عراجين"، ولها أسنَد أسماء شخوصه: ديجة، المكي والعطراء... وفي كل عُرجون عددٌ من الشماريخ، هي منه بمثابة الفصول الفرعية، وفي الحياة مَراحل وسنون. ولا يُعرف في تقسيم الروايات الحديثة ما يشبه هذا الترتيب، رمزاً للنخلة التي تتدلى منها الأعذاق والشماريخ محملة بأطايب الرُّطَب والتمور.

قُرئت هذه الرواية في عصرها وبعده قراءة واقعية. وصُنّفت في خانة النقد الاجتماعي لتونس الرازحة تحت نير الاستعمار. ولكنها، عند تجويد النظر، تلاعب كبير بحقول الكلام وفنٌّ أصيل من صادق الكَذب.

كذبٌ يراوغ بخطابه "موسوعةً" يَستدعيها، ليس بالمعنى الاصطلاحي الذي صاغه عالم السيميولوجيا أومبرتو إيكو بما هي مجموعة من العناصر في ذهن القارئ تتيح له فتح مسالك تأويلية في النص، بل بالمعنى المعجمي للموسوعة كدائرة معارف وجداول كلمات تحيل إلى أشياء ضمن إطار مرجعي بعينه. تضمّن أثرُ البشير خريّف كلّ المعارف الطبيعيّة والثقافية والفلاحية الخاصة بسكان هذه المنطقة، ومنها تسمية المواسم والآلات وأنواع التمور والآفات.

فإن بَحثنا عن نظير لها، في الأدب الأجنبي، سنقابلها برواية "موبي ديك" للكاتب الأميركي هرمان ملفيل الذي اشتغل على عالم صيادي الحيتان وأورد في نصّه مصطلحاتهم بما تتضمّنه من تفاصيل التفاصيل، حتى قيل إنّ قراءة روايته تغني عن موسوعة في علم البحار. وقياساً عليه، يمكن القول إن "الدقلة في عراجينها" تغني عن قراءة موسوعة في زراعة النخيل.

على مستوى آخر، يُشبه نص "الدقلة" بحثاً اثنوغرافياً، فهو يتغلغل في تفاصيل المعيش اليومي ونظام الحياة في هذه المنطقة، وكأنّ المؤلف أوفى بـ"شرط نجاح" البحث الإثنوغرافي، كما حدّده الأنثروبولوجي الفرنسي مارك أوجيه، وهو أن يتحوّل الباحث إلى جزء من نسيج المكان الذي يدرسه. ومن آيات ذلك أنّ خريّف قد جعل سجلات القول مزجاً بديعاً بين الفصحى والعامية، مزجاً اتخذه فرسَ رهانٍ، أوهم من خلاله بواقعية الحبكة وصدقية الحوارات.

لكن خريّف وجد نفسه تبعاً لذلك هدفاً لسهام المنتقدين التي طاولته منذ أن أصدر روايته الأولى "حُبّك درباني" (1959). لقد تأكدت التهمة حين جاء نصّ "الدقلة" هذا جريئاً في التلاعب بين السجليْن، بما لم تألفه الذائقة الأدبية، رغم براعة الكاتب في هذا وتألقه في ذاك: فَالمقاطع الفصيحة تنساب في سلاسة أثيلة، فيها من عَبق النثر الكلاسيكي، ومعدنه "الأغاني" و"العقد الفريد"، ومن الرومنسية المحدثة صورُ طبيعةٍ خلاّبةٍ ووجدان سانحٍ. وأما الحوارات فَجرت كلها بلهجة الجنوب الصادقة بخصائصها الصوتية، حتى أنه يمكن عدُّ هذا الكتاب أشمل "مُدوّنة"، بالمعنى الألسني الدقيق لما يسمى بالفرنسية: sociolecte أو النظام اللغوي الخاص بمجموعة ما، تنتمي إلى نفس المنطقة أو المهنة أو الفترة. أورد خريّف كل الاستعمالات المُعتقة والمبتذلة التي تميّز بلاد الجريد وقيَّدها طوراً من أطوار الضاد في تجوالها عبر العصور والدروب.

وكان ثمن هذه المغامرة الأدبية الجريئة أن تحوّلت "الدقلة في عراجينها" إلى أثر مرهِق بما اكتنزه من إحالات ومرجعياتٍ. تكاد كلُّ جملة فيه تستدعي جزءاً من ذاك العالم الفلاحي الصحرواي، بضراوته وفكاهته، فلا تفتح أذرعها طائعة لقارئ مَدني تعوّد بسيط الكلام. ومن جهة أخرى، كانت متأصلة في زمنها بما يعيق تقبّل قارئ حديث لها، وهو بطبعه سؤوم.

لكن لهذا القارئ أن ينظر للعمل كشهادة تاريخية تكشف فظاعة الاستعمار الفرنسي وهو يفرض نموذجه الاجتماعي والاقتصادي، ليس على الناس فقط بل على الأرض أيضاً، محوّلاً هويتها الجيولوجية من زراعة النخيل إلى استخراج الفسفاط. وله أن يقرأه وفي الذهن مطالبات التونسيين، في أيامنا هذه، بتجديد النظر في عقود استغلال هذه المناجم وربما إلغائها، بعد أن فَعلت ما فعلت بالطبيعة والناس.

اقــرأ أيضاً
"في المغرب" لبيير لوتي: خلخلة مبكرة لتمثلات جاهزة

الأكثر مشاهدة

  • الأكثر مشاهدة

    مشاهدة تعليقاً إرسالاً

أخبار مرتبطة

    ...تحميل المقال التالي Loading
    X

    نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا وتابعة لأطراف ثالثة لدراسة و تحليل استخدام الموقع الالكتروني وتحسين خدماتنا و وظائف الموقع.
    بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.

    موافق
    • من نحن
      • النشرة الدورية
      • خريطة الموقع
      • اتصل بنا
      • وظائف شاغرة
    • الجريدة المطبوعة
      • الاشتراكات
      • الإعلانات
      • الأرشيف
    • تواصلوا معنا
      • فيسبوك
      • يوتيوب
      • تويتر
      • انستغرام
      • RSS
    • تطبيقاتنا
      • android
      • apple
    • تابعنا
      • Follow @alaraby_ar
    • روابط اخرى
      • النشرة الدورية
      • أسئلة متكررة
      • الارشيف
      • العاب
    • الرئيسية
    • |
    • سياسة
    • |
    • اقتصاد
    • |
    • مجتمع
    • |
    • ميديا
    • |
    • تحقيقات
    • |
    • ثقافة
    • |
    • رياضة
    • |
    • منوعات
    • |
    • مقالات
    • |
    • كاريكاتير
    • |
    • ملفات خاصة
    • |
    • مرايا
    • |
    • المدوّنات
    جميع حقوق النشر محفوظة 2019 | اتفاقية استخدام الموقع | سياسة الخصوصية
    أعلى الصفحة
    وظائف
    اتصل بنا
    النشرة الدورية
    • android App
    • apple App
    • facebook
    • twitter
    • youtube
    • instgram
    جميع حقوق النشر محفوظة 2019 | اتفاقية استخدام الموقع
    سياسة الخصوصية
    النسخة الكاملة للموقع
    مواضيع قد تهمك
    • السابق

      التالي