"مُعلّم ألماني": هايدغر الذي لا نعرفه

"مُعلّم ألماني": هايدغر الذي لا نعرفه

04 يناير 2019
هايدغر في منزله
+ الخط -

عن سلسلة "ترجمان" التي يُصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر حديثاً كتاب "مُعَلّم ألماني: هايدغر وعصره" للكاتب الألماني روديغر سافرانسكي (1945)، بترجمه عصام سليمان.

يتألّف العمل من خمسة وعشرين فصلاً، يتناول المؤلّف في أوّلها إرادة هايدغر أن يكون معلِّم البداية، وأيامه في بويرون ومسكيرش، وتوظيف الكنيسة روح الليبرالية لمصلحتها، وتشكُّل حركة الكاثوليكية القديمة المعارضة للكنيسة، ونشأة هايدغر في خضم التعارض بين الرومان والكاثوليك القدامى، وأيامه في فرايبورغ، واقترابه من أن يصبح يسوعيّاً.

يتحدّث سافرانسكي عن هايدغر بين أعداء الحداثة، وتأثير أبراهام سانكتا كلارا، ومسألة القيمة الماورائية للحياة، والمنطق السماوي، واكتشافه برنتانو وهوسرل، إضافة إلى تجفيف المثالية الألمانية، وفلسفة "كما لو"، وهروبه إلى القيم الثقافية.

يتناول المؤلّف، أيضاً، اندلاع الحرب العالمية الأولى، والأفكار التي سادت حينها، ويتطرّق إلى التفلسف الهايدغري رغم التاريخ، وإلى تسييل السكولائية، وتحضيره أطروحة التأهيل للأستاذية. كما يتحدث عن أدائه الخدمة العسكرية، وفشله في النجاح المهني السريع، وعن زواجه.

كما يتناول انتصار الفينومنولوجيا، وهوسرل وجماعته، متطرّقاً إلى الشعر بوصفه الحنين الخفي للفلسفة، وإلى بروست فينومنولوجيّاً، وعلاقة هوسرل بهايدغر كأب وابن، وإلى حب هايدغر للحياة وحالاته الجنونية.

يكتب المؤلف عن وداع هايدغر الكاثوليكية، ورفع يده اعتراضاً على الله، وكيف يدرس المرء ساقطاً قوانين السقوط، وبداية صداقة هايدغر وكارل ياسبرز، ومحاضرته في الأنطولوجيا في عام 1923، خاتماً عن فاتحة الكينونة والزمان.

من بين الجوانب التي يبحثها الكتاب تلك التوازنات عند نهاية الجمهورية، وفي فلسفة بليسنر، والتباس هايدغر: الفرد أم المجتمع؟ والاستدعاء الأول إلى برلين، وفي كارل مانهايم، والنزاع حول علم اجتماع المعرفة، ومحاولة إنقاذ الليبرالية، والحياة مع الممتنع عن الحل. كما يتناول هايدغر في كهف أفلاطون، وفكرة التفويض، والكيفية التي يصير فيها الكائن أكثر كينونة.

كما يقف الكتاب عند الدائرة الصغيرة بين الفلسفة والسياسة، وفي الإنسان بالمفرد والجمع، ويتناول اختفاء التباين قائلاً ليس من أنطولوجيا للاختلاف، وأيضا عند الاستدعاء الثاني لهايدغر إلى برلين، وكفاحه من أجل نقاء الحركة الثورية.

ويبحث المؤلف في يوميات هايدغر الفلسفية تحت اسم "مساهمات في الفلسفة"، كما يتناول علاقة هايدغر بفلاسفة وكتاب وشعراء مثل سارتر وأدورنو وباول تسيلان.

المساهمون