إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

31 يوليو 2018
روبرت روشنبيرغ/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين تاريخ الفلسفة والفكر والتاريخ الاجتماعي والرواية والنقد الأدبي والأخلاق.

■ ■ ■


صدرت حديثاً عن "جداول" في بيروت، ترجمة كتاب "الإسلام في الليبرالية"، للباحث الفلسطيني جوزيف مسعد، أنجزها أبو العباس إبراهام مع المؤلف. لا يبحث الكتاب في مفهوم الليبرالية في الدين الإسلامي، بل يقدم في خمسة فصول الحجج والبراهين التي تظهر العلاقة بين الإسلام والليبرالية، وكيف روّج الغرب للإسلام على أنه يشكل الخطر الأكبر على الحرية والمساواة والتسامح والمرأة عبر إساءة تفسير التعاليم الإسلامية وتأويلها وقولبتها، موضحاً أن موقف الليبراليين والاستشراقيين مما سموه "الاستبداد الشرقي" استُخدم كذريعة لتبرير الاستعمار الأوروبي لآسيا وأفريقيا.


عن "منشورات ضفاف" و"الاختلاف" و"دار الأمان" و"كتاب"، صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب "أثر التفكير الفلسفي في التأويل الإسلامي.. تأثير المنطق الرواقي في علم الكلام" للباحث الجزائري محمد وادفل. يتضمّن الكتاب تحليلاً للمصادر التي كُتبت حول كتب الرواقيين في المنطق خصوصاً، والبحث في إمكانية المقارنة بين المنطق الرواقي اليوناني وعلم الكلام والفلسفة الإسلامية من خلال كتابات المعتزلة والأشاعرة وانعكاسات ذلك ثقافياً، مبيّناً الخلاصات التي تتقاطع بينها في المجال الأخلاقي أو الطبيعي أو المنطقي، وما هو أصيل في الفكر الإسلامي وما هو وافدٌ.


"الإسلاموفوبيا والرواية" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة كولومبيا" لـ بيتر موري، والذي يحلل أسباب التحيز ضد المسلمين وتصاعده في الروايات التي صدرت بعد أيلول/ سبتمبر 2011 وتغيّر مفاهيم الاختلاف الثقافي بعد ذلك في الأدب الأنغلوفوني. يقدّم المؤلّف قراءات في أعمال كل من جون أبدايك، وإيان ماكيوان، وحنيف قريشي، ومونيكا علي، ومحسن حميد، وجون لو كاريه وخالد حسيني وآذار نفيسي والتي تمثّل في موضوعاتها قضايا تمسّ المسلمين، مستكشفاً إمكانات الرواية في فهمها للكتابة عنها، ما يساهم في تفكيك الإسلاموفوبيا في نهاية المطاف.


صدر حديثاً عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" كتاب "غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917-1948)" للأكاديمي الفلسطيني أباهر السقا، الذي يقدم قراءة جديدة للمدينة من منظور سوسيولوجي. يرصد الكتاب موقع المدينة والعلاقات المعقدة بين أهلها وبين الاستعمار البريطاني، ويتتبع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والحضرية المرتبطة وإقامة منشآت المدينة ووسائل نقلها ومينائها، كما يركز على البنى الاقتصادية للمدينة وحرفها وصناعاتها وأسواقها وتجارتها، وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين عائلات غزة وباقي المدن الفلسطينية، والأنماط الاستهلاكية في ما بينها.


بترجمة صفي الدين خاطر، صدرت أخيراً رواية "سيد العالم" للكاتب الفرنسي جول فيرن عن منشورات "آفاق". صدرت الرواية سنة 1904، وهي العمل قبل الأخير الذي صدر لـ فيرن في حياته. وإذا كان المؤلف معروفاً بالأساس ككاتب خيال علمي، فإن هذا العمل يبدو أقرب إلى رواية تجمع بين أدب المغامرات والرواية البوليسية وتقع أحداثها في جبل متخيّل اسمه "غريتيري" واعتبره بعضهم محاولة استدعاء نفس عناصر نجاح روايات شارلوك هولمز في بريطانيا. لفيرن أكثر من 60 عملاً روائياً يظل أشهرها "جولة حول العالم في 80 يوماً" و"ميشيل ستروغوف" و"غزوة البحر".


"أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" عمل يستقصي فيه الكاتب المصري محمد شعير ما أحاط بأحد أشهر أعمال نجيب محفوظ، حيث يقف على محطات كثيرة تقاطعت مع تاريخ مصر الحديث مثل مرحلة صدورها مسلسلة في البداية دون أن تثير أي سجالات، ثم رفض الأزهر نشرها، وموافقة صاحب نوبل 88 على ذلك. كما يرصد المؤلف تقبّل عدة فئات لها، سواء من خلال الضجة التي رافقتها أو عند قراءتها في طبعات خارج مصر. عمل محمد شعير يندرج بذلك ضمن دراسات التقبّل التي بدأت تنتشر منذ عقود قليلة حيث تركّز على الأعمال وسياقات قراءتها بعيداً من الدراسات الأدبية والفكرية المعتادة.


بعنوان "التفاعل بين الأدب والفنون"، صدرت أخيراً في كتاب أعمال المؤتمر الدولي الذي يحمل نفس العنوان، والذي أقيم في شهر كانون الأول/ ديسمبر من السنة الماضية في "جامعة ابن طفيل" في مدينة القنيطرة المغربية. من أسماء الباحثين الذين نشرت أوراقهم البحثية في الكتاب: حسن لشكر ومحمد صولة وحميد الإدريسي وعبد العالي بوطيب من المغرب، ومحمد الباردي ومنية العبيدي وأحمد الناوي بدري وأبو القاسم مارس من تونس، وبهاء بن نوار والطاهر رواينية من الجزائر، وعمر عتيق من فلسطين، ولارا خالد من لبنان، ومريم جبر فريحات من الأردن.


عن منشورات "سيبتمتيريوم"، صدر أخيراً كتاب "جان ماري غويو أو الأخلاق من دون مثال" للباحث الفرنسي لوران مولر. يبتعد العمل من الصياغة البيوغرافية، ويقدّم مجموعة أسئلة شغلت غويو (1858-1888) باعتباره مثقفاً فرنسياً بقي على هامش الحياة الأدبية والفكرية. السؤال الرئيسي الذي يضيئه العمل، هو: هل من الممكن أن نكون أخلاقيين من دون فكرة الواجب؟ يُذكر أن غويو ظلت أعماله غير مقروءة إلى العقد الثاني من القرن العشرين، حين أعيد اعتباره بفضل عودة التفكير النقدي في الأخلاق بقوة مع انتشار أعمال فرديريك نيتشه وفكره في أوروبا.

المساهمون