إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

17 يوليو 2018
سوزان كولارد/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة والتاريخ والترجمة والدراسات الاجتماعية والفكرية والفلسفية والشعر والرواية والتاريخ الإسلامي والنقد وتاريخ الأدب.

■ ■ ■

صدر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" كتاب "النهضة المهدورة.. مراجعات نقدية في المشروع النهضوي العربي وبناء المعرفية" لـ زهير توفيق. يرى الباحث الأردني أن أزمة النهضة العربية تتمثّل في تناقضاتها الداخلية والذاتية التي مهّدت الطريق للأسباب الخارجية لإعاقتها ومنع تحقّقها في الواقع.

يخلص المؤلف إلى أن النهضويين العرب أنتجوا خطاباً نهضوياً قابلاً للتفكك والانهيار، مستوحين نظرية مالك بن نبي التي فسّرت نجاح الاستعمار باستسلام الشرقي لقدره منذ الانفتاح الأوّل على معطيات التقدّم العربي ووعي الذات بالتأخّر التاريخي.


عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، صدرت ترجمة رواية "صيف في بادن" للروسي ليونيد تسيبكين، التي نقلها إلى العربية أنور محمد إبراهيم. يروي العمل قصّة مثقّف روسي يسافر من موسكو إلى لينينغراد على متن قطار، في لحظة معيّنة في الستينات أو السبعينات من القرن المنصرم، ويأخذ بقراءة ذكريات آنا دوستويفسكي عن زوجها.

يراوح السرد بين لينينغراد في الحقبة الحديثة، ويوميات الفقر التي يختبرها دوستويفسكي وزوجته في ألمانيا حيث هربا من دائنيهما، في حيلة لتقديم قراءة نقدية لسيرة صاحب "الجريمة والعقاب" واختبار تجربته الروائية والحياتية.


في كتابه "مؤسّسات الإسلام في عصر التأسيس: جدلية الشريعة والسلطة والمجتمع"، الذي صدر عن "المركز الثقافي للكتاب"، يطرح الباحث المصطفى تاج الدين تساؤلات عدّة، من بينها: كيف كان المجتمع لحظة تأسيس الإسلام لنموذجه الحضاري؟ كيف نتصوّره؟ هل من خلال الكتب المعيارية التي نسجها الفقه وسطّرتها المواعظ والروايات؟ أم من خلال حفر في كتب التراجم والتاريخ؟ يبحث الكتاب في نشأة مؤسّسات الإسلام الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية؛ مثل القضاء والضراب والسجون، في محاولة لفهم البدايات، عبر تفحّص روايات التاريخ والاجتماع، لا روايات الفقه والاعتقاد.


صدرت حديثاً ترجمةٌ لكتاب "فن العيش الحكيم.. تأمّلات فى الحياة والناس" لـ أرتور شوبنهاور (1788 - 1860)، عن "منشورات ضفاف"، و"منشورات الاختلاف"، و"دار الأمان"، ونقله إلى اللغة العربية المترجم عبد الله زارو.

يضع شوبنهاور هدفاً وجودياً للفلسفة أبعد ما يكون عن المشاكل النظرية، مقارباً تساؤلات مثل: كيف نعيش؟ كيف ننهي المعاناة ونصل إلى السعادة؟ والتي تتّصل إجاباتها بمفهوم أساسي ناقشه يتمثّل في طغيان الإرادة الذي يدفعنا إلى الرغبة في الأشياء التي لا تجلب الارتياح أو الرضى، ما يعني عدم القدرة على تحمّل أعباء الحياة ومواجهة الصعوبات.


يعود الباحث محمد الششتاوي في كتابه "أبواب القاهرة الثلاثة: النصر، الفتوح، زويلة"، الصادر حديثاً عن "دار الآفاق العربية"، إلى تاريخ بوّابات العاصمة المصرية التي يزيد عمرها عن 926 عاماً، وكيف كانت تُنظّم الدخول إلى عاصمة الدولة الفاطمية، وتساهم في صدّ الاعتداءات الخارجية، كما حدث في عصور تالية مرّات عديدة، وكيف لعبت دوراً كبيراً في الكثير من الحروب والثورات التي غيّرت حكم البلاد، مروراً بعصر المماليك ثم العثمانيّين فدولة محمد علي باشاً وصولاً إلى العصر الحديث، حيث تختزل كل بوّابة قصص المعارك وسير القادة التي خاضوها.


صدرت حديثاً عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" النسخة العربية من كتاب "كيف غيّر السكر العالم؟ قصّة عن السحر، التوابل، العبودية، الحرية، العلم" من تأليف مارك أرونسون ومارينا بودوس وترجمة فاطمة نعيمي. يثير العمل سؤالَين تاريخيّيْن أساسيّيْن؛ أولهما يبحث في أسباب الثورات الأميركية والفرنسية والهاييتية: ما علاقة السكر بالعبودية والنضال من أجل الحرية؟ وثانيهما: كيف توّرط السكر والاستعباد في ولادة الثورة الصناعية، وكيف بإمكان نظرة واحدة إلى السكر والعبودية أن تغيّر الطريقة التي نرى بها أفكار الحرية وتطوّر قيم العمل وهيمنة الآلة.


"أرجوزة في تاريخ الخلفاء" للشاعر العباسي علي بن الجهم (803 - 863 م) هو عنوان الكتاب الذي أصدره "معهد المخطوطات العربية" بتحقيق الباحث يوسف السناري. العمل عبارةٌ عن قصيدة طويلة من 333 بيتاً، نُظمت على بحر الرجز، وتُعدُّ أقدم منظومة شعرية تاريخية تتضمّن أسماء الخلفاء منذ آدم إلى عصر الخليفة المستعين بالله الذي عاصرَه الشاعر، وقد أُثبتت نسبتها إليه في كتب البلخي والمسعودي وياقوت الحموي، وتوجد إحدى أقدم نسخها في مكتبة المسجد النبوي، إضافة إلى ثلاث نسخ أخرى وقف عندها المحقّق لتصويب أخطائها والتعليق على بعض ما جاء فيها.


يتناول أستاذ الأدب الإيطالي، ماركو سانتاغاتا، في كتابه "دانتي.. قصّة حياته" الصادر حديثاً عن "منشورات بلكناب" (ترجمه إلى الإنكليزية ريتشارد ديكسون) شبكة معقّدة من العلاقات العائلية والاجتماعية التي نسجها صاحب "الكوميديا الإلهية" وتأثيرها في أعماله. يتتبّع المؤلّف معظم محطّات حياة دانتي وبدايات ظهوره في مجتمع فلورنسا ككاتب وشخصية عامّة، وتورّطه في العديد من أحداث زمنه الكبرى، ويربطها بالتحوّلات في قناعاته الأخلاقية والسياسية؛ حيث لا يمكن فصلها عن كتاباته، وربما أكثر ما يستحق التوقّف عنده هو إيمانه المطلق بأنه يحمل رسالة لإنقاذ البشرية.


المساهمون