"الفضاء الثقافي للرواية العربية".. أفق السرد وسيرورته

"الفضاء الثقافي للرواية العربية".. أفق السرد وسيرورته

10 أكتوبر 2018
رافع الناصري/ العراق
+ الخط -

"الفضاء الثقافي لـ الرواية العربية" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن دار "نينوى" للكاتب محمد العباس، ويضمّ سلسلة من المقالات يتناول فيها قضايا جدلية وملحّة تدور في فلكها الرواية العربية اليوم وتشكل تربة ثقافية لها كـ الجوائز الأدبية والشبكات الاجتماعية والنقد وشعرنة الرواية والخطاب السياسي في العمل السردي والهامش والمتن وغيرها من الأمور.

يتطرّق العباس إلى سؤال الحدث السياسي وأهميته بالمعنى الحضاري في مصبّ الرواية العربية، والفرق بين روايات القرن العشرين (مثل أعمال جبرا إبراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف والطاهر وطار وغسان كنفاني) والخطاب الروائي الذي كان يخاطب قارئاً يعادل الذات العربية بكل طموحاتها وإخفاقاتها وارتباكاتها وهزائمها وشاعريتها، وبين رواية اليوم التي يرى الكاتب أنها "منذورة لمنصة إعلامية خالية من روح الثقافة النضالية بمعناها الواسع المتجاوز للحزبية والأيديولوجية، ولجائزة لها مواصفات استعراضية معروفة ومعرّفة، وهذا لا يعني وجود استثناءات لها مكانتها وإسهامها".

يرى العباس أن الرواية كجنس أدبي "خضعت لعمليات إعادة بناء متكررة لتغيير نظامها القواعدي، وكأنها لا تمتلك ذلك الإطار الصارم الذي يحد من انفلاتها، بحيث بدت مرونتها عصية على التأطير ضمن نظرية حادة الحواف تمنع تحولها إلى ملكة عامة، ربما لأنها نتاج مجموعة من الأشكال السردية المعروفة منذ القدم كتعبير عن الوجود الإنساني".

يكمل "جرت مجموعة من التحولات الفنية والموضوعية صبّت مجتمعة في مصب الرواية، وهذا هو منطق التطور الأدبي للنوع والجنس الأدبي إذا ما تم استجواب تلك الأنماط السردية ورصد انزياحاتها التي غدت صوت الفرد الذي يعادل صوت الإنسان".

وحول النقد يقول "مع لحظة الانفجار الروائي مطلع التسعينيات كان من المتوقع ظهور حركة نقدية معنية بالخطاب الروائي وموازية له بكل تشظياته وتنوعاته، وهو أمر حدث بالفعل، لولا أن الرواية تمادت في الاستئثار بالمشهد الثقافي لأسباب موضوعية، محتمة بسيرورة الحياة العربية".

يضيف "على إيقاع منظومة من الجوائز التي لم تسمح فقط بتحويل الروائي إلى نجم ثقافي، بل جعلت من بعض النقاد مجرد نقاد جوائز، بمعنى أن الإبداع لم يعد هو محل اشتغال النقد، بقدر ما صار فصيل عريض من النقاد يتسابقون لتحكيم تلك المتوالية الفائضة من الجوائز، بما في ذلك الأقلام التي تتابع المنجز عبر مطالعات صحافية ومراجعات تحمل قيمة ناقدة".

المساهمون