لا يهمني أن يكون العيد غداً أو بعد غد

لا يهمني أن يكون العيد غداً أو بعد غد

31 ديسمبر 2019
+ الخط -
هكذا فكرت وأنا أسأل:
- متى العيد؟ غدا أم بعد غد؟

ربما كنت أسأل لأعرف إن كنت سأغسل الأواني يوم العيد، لكني في الاحتمالين سأغسلها، سواء الجمعة أو السبت، سيان. لكني أجد أن العيد ممل منذ زمن، بل ومزعج جدا.

نستيقظ باكرا ونسمع أصواتا تصدر من الميكروفونات المركبة بجانب المنزل، وتبدأ أمي بالصراخ وتطلب منا أن نغير ثيابنا المنزلية ونرتدي ثيابا أخرى منزلية أيضا لكنها نظيفة لأن الأولى تكون قد اتسخت ونحن نتظاهر بالمساعدة في إعداد الحلوى و"الرغايف".


نرتب المنزل بينما يصلي أبي وأخي، أحيانا ينام أخي إلى أن تفوته الصلاة. ننتهي بسرعة ونجلس لننتظر عمتينا. قد تحضر معهما ابنة عمتي التي قد تغير القليل بنكاتها أو لا تحضر. نستمع لتهنئة المذيعين البائسة لبعضهم البعض الذين يحاولون إخفاء شعورهم بالخيبة.

أقترح أن أطفئ التلفاز فتنظر إلي أمي شزرا ويحتج الباقون. تغادر عماتي، وقد أغسل الأواني لأنه دوري. ثم لن نجد أي شيء لنفعله، تعود معظم أخواتي إلى النوم بعد أن تنام والدتي لأنها إن لمحتهن نائمات ستصرخ..
- لقد استيقظتِ للتو! لم تنامين!


يذهب أبي إلى المقبرة وأتمنى أن أذهب معه لأغادر المنزل فحسب. وأسأل أمي لاحقا إن كانت ستزور أحدا فإن كانت ستفعل وتغادر المنزل أقترح:
- خذي مروة معك!

وأستمر في فعل أشياء أخرى تثير في الاستمتاع في الأيام العادية لكنها لا تثير في سوى الشعور بالسأم هذا اليوم. بعد أذان المغرب يحضر أبي:
- أين والدتك؟
- امم، عند جدتي. ثم أتذكر أنها توفيت، فأستدرك هي عند زوجة خالي.

يتصل أبي بوالدتي ويتبين أنها لم تأخذ الهاتف معها، يدمدم بضع كلمات ويغادر، وفي حالة أخذته معها تكون في الطريق إلى المنزل. قد أصعد إلى سطح المنزل وأصعد فوق السارية لأستطيع رؤية البحر وقد لا أستطيع، حسب الجو. أستمتع قليلا بالمشهد وأبتسم أخيرا، أنزل لأن والدتي تخاف أن يسكنني جن إن بقيت وحدي هناك ليلا. أتذكر أن المفتاح الذي كانت تقفل به الباب قد اختفى فأفكر في أني سأستطيع التسلل للسطح بعد الفجر لكني أكون قد خلدت للنوم آنذاك. أستمر بالقراءة ثم أغسل الأواني، وقد أتركها لليوم التالي وأخلد إلى النوم مع شعور مريع ورغبة كبيرة في استئصال الأعياد من هذا العالم. وأنام باكرا لأنهي العيد بسرعة، وفي اليوم التالي أستيقظ وأنا هانئة لأن يوما بائسا من يومين بائسين في العام انتهى أخيرا!

هامش بعد سنتين على الأكثر: عيدنا أجمل من هذا؛ يضحك أبي كثيرا، وتظهر أختاه الذكريات القديمة، يتحدثون عن أشخاص نجهلهم ويشعروننا كما لو أنهم أبطال أساطير. يختفي غضب أمي اليومي، وتتكلم مع أبي كعاشقين قديمين. نعفى من الدراسة ونحاول - نحن الأخوات الخمس - الاتفاق على فيلم مناسب. يشتكي الجيران من ضحكنا، ولا نهتم. ليلا، وكل فتاة في فراشها، نتذكر كيف أمضينا الأعياد السابقة.

دلالات