اليمن.. الأمل لا يموت

اليمن.. الأمل لا يموت

11 فبراير 2022
+ الخط -

تحل اليوم الذكرى الـ11 لثورة الشباب السلمية عام 2011، التي خرج فيها اليمنيون بكل أطيافهم وتوجهاتهم السياسية من أجل هدف واحد، وهو إسقاط مشروع الحكم العائلي الذي أرساه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وبناء الدولة اليمنية المدنية التي يتساوى فيها الجميع.

كانت الآمال كبيرة والنوايا صادقة والتضحيات كبيرة، لكن المتربصين كانوا كُثراً في الداخل والخارج، استكثروا على هذا الشعب التواق للحرية والديمقراطية أن يرفع صوته ضد الظلم والقهر والفساد وأن يحلم بدولة مدنية يعيش فيها الجميع في عدالة ومساواة.

ترك اليمنيون كل أسلحتهم في بلد يُعرف بأنه يمتلك أكثر من 60 مليون قطعة سلاح، وخرجوا في ثورة سلمية عظيمة ضد نظام مارس ضدهم كل أشكال العنف والقمع والقتل، لكنهم لا يستسلمون حتى إسقاطه، رغم كل ما عاشوه طوال أشهر طويلة من عمر الثورة.

لن يتوقف اليمنيون عن الحلم، مهما كان الواقع سوداوياً ومهما كانت المؤامرات الداخلية والخارجية، لأن الحلم الذي خرجنا جميعاً من أجله في 2011 لم يمت ولن يموت

 

كاد اليمنيون أن ينجحوا في إحداث تغيير جذري وحقيقي رغم التدخل الخليجي بما سمي المبادرة الخليجية ومنح صالح الحصانة، إلا أن البلد- رغم ذلك- كان يمضي باتجاه إنجاز مشروع ديمقراطي لا مثيل له بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الذي كان سيفضي إلى دستور جديد ودولة اتحادية من 6 أقاليم، وهو ما أغضب نظام المخلوع صالح ودفعه إلى التحالف مع الأعداء القدامى المتمثلين بجماعة الحوثيين ليشكلوا تحالفاً ضد اليمنيين وآمالهم وإشعال حرب توجت بإسقاط صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، وتستمر في حصد أرواح اليمنيين وآمالهم حتى اليوم.

اليوم وبعد 11 عاماً من الثورة الشبابية، يعيش اليمن حرباً لا علاقة للثورة الشعبية بها ولم تكن سبباً في اندلاعها بأي شكل من الأشكال، ومن يقول غير هذا، إنما يكذب على نفسه ويصدق كذبته، لأن تحالف الحوثي صالح هو الذي أدخل اليمن واليمنيين في هذا النفق المظلم منذ 8 سنوات، وهو الذي فتح الباب أمام التدخل الخارجي الذي وجد البلد يعيش فراغاً فراح يعبث هو الآخر بطرق مختلفة ويؤجج الصراع الذي لا أحد يعرف متى ينتهي.

بعد كل هذه السنوات من خروج اليمنيين إلى الشوارع في كل المحافظات في مشهد عظيم وتاريخي، يستمر تحالف الثورة المضادة في شيطنة ثورة الشباب بكل السبل وتحميلها فاتورة الحرب التي لولا صالح والحوثيون ومخططهم الانتقامي لما اندلعت ولكان اليمن يعيش تجربة ديمقراطية فريدة في محيطه.

11 عاماً من حلم الثورة، ورغم كل آلام الحرب وفاتورتها، لا يزال شباب اليمن يأملون في بناء وطن مدني تسود فيه العدالة والمساواة وينتصر فيه الحق على المناطقية والجهوية والمحسوبية، وبالتأكيد لن يحدث هذا إلا بعد أن تنتهي هذه الحرب المدمرة التي أرهقت الجميع وحولت اليمن من بلد كانت تتصدر أخباره الشاشات باعتباره بلداً عاش ثورة عظيمة أسقطت نظاماً حكم 33 عاماً وأفضت إلى مشروع الدولة الاتحادية ومسودة الدستور الجديد التي كان يتم إعدادها؛ إلى بلد بات الخبر الأول على الشاشات لكن باعتباره يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم.

رغم سنوات الحرب والدمار، لن يتوقف اليمنيون عن الحلم، مهما كان الواقع سوداوياً ومهما كانت المؤامرات الداخلية والخارجية، لأن الحلم الذي خرجنا جميعاً من أجله في 2011 لم يمت ولن يموت.