لعلّ التحدّي الأبرز الذي ينتظر السودانيين، صبيحة تحرير ولاية الجزيرة من قبضة التمرّد، اختباراً لقدراتهم على استثمار الحدث لصالحهم العام، عوض الانزلاق في فتن.
خسارة الجيش السوداني تعني خسارة الجميع للوطن، من ناصر الجيش ومن عاداه، في حين أن انتصار قوات التمرّد لا يعني غير أن تستحوذ أسرة دقلو على السلطة بقوة المدفع.
على المدنيين، وباستخدامهم قوة سلاحهم السلمي، منع الحالات التي تُستغل فيها الدولة من أطرافٍ تحاول تحقيق مكاسبها الخاصة بقوة السلاح. لأنها مكاسب زائفة، يُضحّى فيها بأرواح المواطنين العزّل، ويُدار فيها الحوار بين أبناء البلد الواحد بلغة السلاح
تجد الحكومة الانتقالية في السودان نفسها أمام تعليم ديني موروث، كان يديره المجتمع، وتعليم عصري وافد، ظل يحافظ على علاقته بالدولة وهمومها وتطلعاتها. وتلك أزمة عامة ترخي بظلالها على الوضع الهش في السودان اليوم.
في ظل تعقيدات المشهد السياسي سودانيا، والتي لا ينكرها أحد، يبدو أن ثمّة دلالات عميقة للحراك الثوري الذي أطاح نظام الإنقاذ، على جيل المستقبل من الشباب، من دون غيره، أن يتوقف عندها ملياً، قبل فوات الأوان.