لقد غادر يوسف سلامة دنيانا، ولكنّه ترك إرثاً علمياً معرفياً غنياً، وسجلاً ناصعاً في ميدان الاهتمام بالشأن العام من دون أن ينخرط في منغّصات العمل الحزبي اليومي.
شعوب منطقتنا في حاجة إلى تفاهمات وآليات إقليمية ودولية لوضع حدٍّ لجملة المآسي وحالات الإنهاك التي طالت، وتسبّبت في كثير من النزف والتداعيات والانهيارات.
أسهمت التدخّلات الإقليمية والدولية من خارج إطار المؤسّسات التي أفرزتها الثورة السورية في تعقيد الأوضاع، الأمر الذي فتح المجال أمام القوى الإسلاموية للهيمنة.
التحوّلات النوعية على مستوى الاستراتيجيات والمواقف والأولويات لا تقتصر على القارّة الأوروبية، بل تشمل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي ودول حوض النيل.
أصبح السوريون مادّة للتجارب والاعتبارات المصلحية الأنانية على مستوى الدول والمنظمات، وحتى على مستوى الأفراد. المعارضة مشغولة، هي الأخرى، بلعبة تبديل الطرابيش.
جملة حروب موازية، منها شبه علنية ومنها سياسية. الحرب التي تجري في المنطقة هي بالوكالة، تنفذها الأذرع الإيرانية تحت شعار نصرة أهل غزة، وهو كلام حقّ يراد به باطل.
التعامل بعقلية وطنية سليمة جامعة مطمئنة مع انتفاضة السويداء سيمهّد الطريق أمام تبديد هواجس المكونات المجتمعية الأخرى. ويُشار هنا إلى العلويين بصورة رئيسة.
الدول العربية تعاني أزمات بنيوية ووجودية تهدّد الوحدة الاجتماعية والجغرافية للدول المأزومة، خصوصا في أجواء مساعي دول إقليمية، وأخرى مؤثرة على المستوى العالمي.