إبراهيم نجم

منذ "أوسلو"، نلحظ غياباً للأغنية الوطنية من أثير الراديو وشاشات التلفزيون واقتصار بثّها في مناسبات الحداد على شهداء غزّة على مرّ الحروب التي صارعتها، بينما تزدهر على شبكة الإنترنت أغانٍ وطنية بجودة متواضعة.

في أربعة أيام فقط، أمسيتُ شاعراً مثيراً للجدل، لي عدد لا بأس به من المتابعين عبر الفيسبوك، ولي أعداء ونقّاد أيضاً، بل وعندي غلاف لديواني الأول الذي حمل اسم "وجب التنويه". كل هذا دون أن أكتب قصيدة واحدة!

بمجموعة من أغاني ألبومها الأول، ومجموعة أخرى جديدة تنوي إصدارها في عمل خاص للشيخ سيد درويش، قدّمت الفنانة الفلسطينية ريم الكيلاني (1964) مؤخراً عملاً جديداً سُجّل في أواخر عام 2012 من حفل حيّ أحيته في قاعة "تابرناكل" في لندن.

في عمله الأول، "يا سلام"، يبدو الموسيقي الأردني يعرب سميرات وكأنه يحاول تفكيك عناصر المقطوعة الموسيقية ليقدّمها مصهورةً بعناصر موسيقية حديثة. عملٌ تتنوّع فيه القوالب والأنماط التي اشتغل عليها الفنان، متنقّلاً بين الروك والجاز والموسيقى اللاتينية والعربية.

في عمله الأول، "دجل"، يحاول الموسيقي الفلسطيني التوفيق بين الموسيقى العربية الكلاسيكية وتلك المعاصرة، مستعيناً بآلات التخت الشرقي. من جهة أخرى، يشير في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الموسيقى الكلاسيكية لا ينبغي أن يكون بينها وبين الناس فجوة طبقية.

بعمل أوّل يصدر قريباً بعنوان "قصّتنا"، تسرد الفرقة السورية، "هوا دافي"، القادمة من الجولان السوري تجربتها، عبر أغنيات ومقطوعات تنتمي إلى عدّة قوالب موسيقية. فرقة تأسست عام 2010، تحاول أن تتخطّى محنة الاحتلال وسياساته، وضغط الدعم الخارجي وشروطه.

أراد له والده أن يكون شيخاً مقرئاً، فكان شيخاً للأغنية الوطنية التي ظلّت تغذّي الوجدان العربي. اختار أن يكون في صف الناس، لا أن يصيب الراحة في كنف السلطة. وقفة عند إمام عيسى في ذكرى رحيله العشرين التي تحل غداً.

مقطوعات وألبومات ظهرت منتصف القرن العشرين أعطت مسوغاً للموسيقيين لابتكار مصطلح "الجاز الشرقي"، ورغم ذلك ثمة من ينكر وجوده. استطاع الجاز أن يكون قالباً يحوي معظم الثقافات والقوالب المختلفة، بطريقة تجريبية مستمرة، تمكّن كل من استخدمها وأتقنها أن ينسبها لثقافته.

خرجت الموسيقى العربية من قصر السلطان إلى شوارع زنجبار، فتأسست فرقة "نادي إخوان الصفا" وأدّت أغاني تعلّمتها في مصر، وبرزت منها ستي بنت سعيد التي شكّلت مصدر إلهام لغيرها، وخصوصاً عندما بدأت تتناول مواضيع لها علاقة بحقوق المرأة، وأخرى سياسية.

يشاع أن الموسيقى العربية الكلاسيكية ضاعت بسبب عدم التدوين، علماً بأن الكندي دوّن النغم مستخدماً الأحرف الأبجدية، ومن بعده الفارابي. لكن قلما نجد، الآن، نوتة تتطابق مع ما يُعزف، أو سماعياً ثقيلاً يُعزف بنفس أبعاد النغم والسرعة أو الطبقة.