على الرغم من أن البيان الصادر باسم "إعلان جبهة السلام والحرية" المعلنة أخيرا في منطقة الجزيرة السورية حاول أن يصوغ عباراته بدقة، إلا أن الروائح الانفصالية تفوح من مفرداته وأناقة عباراته التي تقول بمفهوم اللامركزية السياسية.
الإصلاحات الجارية في السعودية، مع كل أسف، لا تتعدّى دهان الأطر الخارجية فوق بناء متهالك، يعود إلى عصور استهلكها الزمن. يتطلب الإصلاح الفعلي هزّات عميقة لجذور تلك الدولة العميقة في السعودية
نحن السوريين، منشغلون بما يفرّقنا أكثر مما يجمعنا، على الرغم من أنَّ بلادنا على حافّة الضياع، إذ أهلها مشتَّتون في الأنحاء يعانون المرارة والأحزان، فيما نحن نتجادل من أفضل أهل الريف أم المدينة؟ من منهما ساعد الثورة أكثر؟ ولكن ما خلفيات هذا الجدل؟
لا حل للمأساة السورية إلا برحيل النظام وأعوانه، إذ لم يعد له من وظيفة غير تثبيت أركان الروس والإيرانيين، فلا رأي له ولا قرار بيده، فهو ليس أكثر من مظلةٍ للمحتلين الذين جلبهم، وللذيول التي نمت من خلال وجوده ووجودهم
إذا كان في رسائل المعارضة السورية شيء من البشرى، فإن في رسائل الموالاة شيء من الخوف الواضح، ولكن لا على الأسد، بل على ضياع مصالحهم ومستقبلهم المجهول. ولعلَّ بعضهم يحسب حسابات لمصير لا يتمناه.
لابد من الحل الذي ينتظره المجتمع الدولي في سورية، ولن يكون إلا بإزاحة وريث مملكة الظلام الذي يصرُّ على البقاء منفرداً. ومن هنا، لا بد من أن يكون للروس قرارهم لتنفيذ اتفاقاتهم، والخلاص من المأزق الحرج الذي حشر فيه الجميع.
أكثر من نصف القوى العاملة السورية عاجزةٌ عن تأمين لقمة عيشها على نحو نظامي أو مشروع، ما دفع كثيرون منهم للتطوع في الميادين العسكرية! لأن الحرب التي شنَّها النظام على الشعب، دفعت أرباب العمل إلى الهجرة، فبات العمال في العراء.
أثارت أجوبة المعارض السوري، رياض الترك، في مقابلة تلفزيونية معه أخيرا في جدلا جديدا، حول حزب الشعب الذي رأسه الترك، ودور الإخوان المسلمين خصوصا والمعارضة السورية عموما. هنا نقاش مع طروحات الترك.
يؤسف أن المعارضة السورية التي خبرت النظام خلال أربعين سنة، وعلى الرغم من كل القهر المضاف، لم تستطع أن تشكل جسماً واحداً تواجه بها كتلة الاستبداد بدولتها العميقة التي ترسّخت عبر تلك السنين.
ما الذي تبقّى للسوريين غير التشتت والضياع والتشكك بالهوية الوطنية التي تتناهش خريطتها الدول المتدخلة؟ هل من سبيل للبدء بعمل سوري جامع، يتبنّى شعار وحدة سورية أرضاً وشعباً، في دولة مدنية وديمقراطية تحقق المواطنة التامة لأطياف السوريين كافة؟