انطلقت حكومة إلياس الفخفاخ التونسية في مغامرةٍ صعبة، تقتضي السير بين الألغام لمعالجة ملفات شائكة، في ظلّ أزمة ثقة بين رئاستي الدولة والبرلمان، وتناقضات التركيبة الحكومية، والملف الاقتصادي الضاغط.
أسبوعان فقط بقيا أمام رئيس الحكومة التونسية المكلف، الياس الفخفاخ، لتشكيل حكومته والذهاب لنيل ثقة البرلمان. وبين ضغط الوقت وشروط الأحزاب، يقف الفخفاخ حائراً في كيفية الخروج من هذه الورطة، التي ستكون تداعيات فشلها وخيمة على التونسيين.
أدخل التصعيد العسكري في ليبيا وغموض المبادرات الدولية بشأنه حالة من الإرباك على الموقف التونسي، برغم ثباته واستقراره على ضرورة الحل السلمي والحوار السياسي الليبي الليبي ورفض كل تدخل عسكري أجنبي.
رفضت السلطات التونسية الرسمية، ممثلة في رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان والخارجية، استقبال الهادي الحويج وزير خارجية الحكومة المؤقتة في ليبيا، المعروفة بحكومة طبرق، والموالية للجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
فتحت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس الباب أمام خصوم الرئيس قيس سعيّد للتصويب عليه مجدداً، من بوابة الأزمة الليبية، ما يسلط الضوء على الخلاف القائم في هذا البلد حول ليبيا، رغم الاعتراف الرسمي بحكومة الوفاق.
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات فرع تونس، مساء اليوم الجمعة، مؤتمراً صحافياً حول تطورات الأوضاع في ليبيا، والموقف التونسي تجاه ما يحصل بين الفرقاء السياسيين وكيفية التدخل لحل النزاع الليبي، حضره سفراء وباحثون تونسيون وليبيون.
أكدت رئاسة الجمهورية التونسية، اليوم الخميس، أنّ تونس لن تقبل بأن تكون عضواً في أيّ تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، ولن تقبل أبداً بأن يكون أيّ شبر من ترابها إلّا تحت السيادة التونسية وحدها.
حملت الزيارة المفاجئة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس، رسالة واضحة للاعبين الدوليين المعنيين بالأزمة الليبية، وهي أن تركيا تقترب أكثر فأكثر من الميدان، ولم تعد تكتفي بالتصريح عن بعد.