"هدى" تفيض على صيادي غزة بالأسماك

"هدى" تفيض على صيادي غزة بالأسماك

12 يناير 2015
السردين أبرز أنواع الأسماك المصطادة(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
علت علامات السعادة والرضا وجوه صيادي قطاع غزة، الذين تمكنوا من صيد كميات مجزية من الأسماك، بعد انحسار المنخفض الجوي، الذي ضرب القطاع على مدار أربعة أيام متواصلة، ومنع الصيادين من النزول إلى البحر.

وانشغل الصياد محمود سليمان (40 عاماً)، بالتقاط الأسماك من شباك صيده، بعد رحلة صيد في بحر مدينة غزة استمرت نحو تسع ساعات، ويذكر لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمواج العالية والرياح القوية جاءت بكميات كبيرة من الأسماك، إلى الأماكن المتاح الصيد فيها بالنسبة لصيادي غزة.

وتعرضت الأراضي الفلسطينية، لمنخفض جوي عميق، بدأت تأثيراته منذ يوم الثلاثاء الماضي، حتى مساء يوم السبت، أطلقت عليها دوائر الأرصاد الجوية الأردنية والفلسطينية اسم "هدى"، وعلى إثر ذلك لم يتمكن مئات الصيادين من العمل.

وأوضح الصياد سليمان، أن أبرز أنواع الأسماك التي قذفت بها الرياح، هي "السردين" من مختلف الأحجام، مشيراً إلى أنه اصطاد مطلع الأسبوع الحالي نحو 40 كيلوجراما، ومثلها في اليوم التالي.

وعبّر الصياد جمال أبو وصفة (55 عاماً) عن سعادته بكميات الأسماك التي نالها خلال يومي السبت والأحد الماضيين، حيث يمثل الصيد مصدر الدخل الوحيد له ولعائلته.

وقال أبو وصفة لـ"العربي الجديد" إن "الاحتلال يمنعنا من الوصول إلى المناطق التي تشهد غزارة في الأسماك من جميع الأصناف، إلا أنّ الله يسخر لنا بين الحين والآخر مواسم تأتي الأسماك بها إلى نطاق صيدنا".

وسمح الاحتلال الإسرائيلي للصيادين بالدخول إلى مسافة ستة أميال فقط، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صيف العام الماضي، إلا أنه يتعرض لهم بشكل شبه يومي، عبر إطلاق النار عليهم بشكل مباشر أو نحو مراكبهم من دون سابق إنذار، فضلاً عن اعتقال بعض الصيادين، وهم في البحر.

في ذات السياق، ذكر نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش، لـ"العربي الجديد"، أنّ التيارات الهوائية التي جاءت مع العاصفة القوية، ساهمت في تحريك الأسماك من المناطق البعيدة نحو المناطق القريبة من الشاطئ، الأمر الذي انعكس إيجابياً في رفع كميات الصيد، في ظل تقييد الاحتلال لمساحة الصيد.

وأضاف عياش، أنّ كميات الصيد بلغت في يوم السبت نحو 30 طنا، ونحو 34 طنا يوم الأحد، مشيراً إلى أن النقابة استخلصت العبرة من المنخفضات الماضية في اتخاذ كافة الإجراءات التي تقلل من أضرار المنخفض على ممتلكات الصيادين.

وكانت نقابة الصيادين، أعلنت عن تعليق العمل في الصيد البحري خلال المنخفض الجوي، تخوفاً من غرق المراكب وتضرر معدات الصيادين وشباكهم، كما حدث في المنخفضات السابقة، التي شهدها القطاع، خاصة نهاية عام 2013.

وأوضح عياش أن عدد العاملين في مهنة الصيد يزيد عن 4 آلاف صياد يعيلون أكثر من خمسين ألف نسمة، مشيراً إلى أن كافة الصيادين عرضة لاستهدافات الاحتلال الإسرائيلي المباشرة وغير المباشرة، مما يتسبب لهم في ضيق العيش وتكبد خسائر مالية.

ونصت اتفاقية أوسلو، التي وقعت بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 1993، على السماح للصيادين بالعمل في مساحة 20 ميلاً بحرياً، التي يتوفر فيها الصيد الوفير، ولكن الاحتلال قلص المساحة تدريجياً، لحجج أمنية على مدار السنوات الثماني الماضية، بين ثلاثة وستة أميال.

المساهمون