مندوبو أوبك "يتهامسون" عن خفض محتمل لإنتاج النفط

مندوبو أوبك "يتهامسون" عن خفض محتمل لإنتاج النفط

12 نوفمبر 2014
اجتماع سابق لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" (أرشيف/getty)
+ الخط -

نقلت "رويترز" عن مندوبين لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط " أوبك" أن تحولاً هادئاً في المواقف، ربما يحدث داخل المنظمة قبيل اجتماعها الأهم خلال سنوات في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مع احتدام النقاش في شأن ما إذا كانت بحاجة إلى تقليص إنتاج النفط للدفاع عن الإيرادات، أم أنها لن تقدم على هذه الخطوة، في ظل تراجع أسعار النفط العالمية.

وكان الأمين العام للمنظمة، عبدالله البدري، حث الاثنين الماضي، السوق على عدم الذعر بسبب انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى في أربع سنوات قرب 81 دولاراً للبرميل، فيما استبعد وزير النفط الكويتي، علي العمير، أن تخفض المنظمة الإنتاج في اجتماعها القادم.

وبدأ مزيد من المندوبين في "أوبك" يتحدثون في حواراتهم الخاصة عن الحاجة إلى أخذ إجراء ما، ضد الهبوط الخطير لأسعار النفط، لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من أن التوصل إلى اتفاق"لن يكون سهلاً".

وقال مندوب في أوبك لرويترز : "سيكون اجتماعاً مهماً وصعباً" مشيراً إلى أنه قد يتم الاتفاق على العودة بالإنتاج إلى مستوى الحصص في حالة عدم التوافق على تقليص هدف إنتاج المنظمة.

وبحسب المندوب، فإن ذلك قد يعني خفض الإنتاج حوالي 500 ألف برميل يوميّاً، وهو حجم ما تنتجه أوبك حاليّاً فوق هدفها البالغ 30 مليون برميل يوميّاً بحسب أرقام المنظمة نفسها، وقد ينطوي ذلك على تسوية تحفظ ماء الوجه بين مؤيدي إجراء خفض رسمي والمعارضين.

وتراجعت أسعار النفط العالمية نحو 30% منذ يونيو/حزيران الماضي، إذ ساهم إنتاج النفط الصخري الأمريكي الآخذ بالتزايد في تنامي الإمدادات، لكن حتى الآن اقتصرت الدعوة إلى خفض إنتاج "أوبك" على مسؤول ليبي في المنظمة وفنزويلا والإكوادور.

وقالت الكويت وإيران، إن خفض الإنتاج أمر مستبعد. بينما لم تصدر حتى الآن أية تعليقات علنية عن السعودية، وهي العضو الأكثر نفوذاً، في حين يظهر انقسام في الرأي بين تجار النفط والمحللين في شأن ما إذا كانت المنظمة ستأخذ إجراء لدعم الأسعار.

وفي حين سيواجه أعضاء كثيرون مثل الإكوادور وإيران وفنزويلا عجزاً كبيراً في الميزانيات، إذا ظلت الأسعار عند مستوياتها الحالية أو نزلت عنها، فإن البعض يعتقد أن المنظمة تقف عاجزة أمام زيادة الإنتاج الأمريكي الذي زاد نحو مليون برميل يوميّاً في السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما قد يفضي إلى المنافسة على قطعة أكبر من " كعكة " آخذة بالتناقص مع محاولة كل عضو الحفاظ على حصته في السوق.

ويعول آخرون على أن الأسعار ستتعافى عندما يزيد الطلب خلال الشتاء، لكن مندوباً ثانيّاً في أوبك سئل، إن كانت دولته توافق على رسالة "لا داعي للذعر" أبدى عدم اقتناع بأن بعض الدولة مستعدة لأخذ موقف قوي أو قادرة على ذلك.

ويخشى كثيرون من أن إبطاء وتيرة نمو الإنتاج الأمريكي، سيتطلب مزيداً من التراجع في الأسعار ممّا سيلحق ضرراً أكبر بميزانيات دول أوبك.

وقال المندوب الذي طلب عدم نشر اسمه : "معظم الناس يقولون ذلك لكنني غير مقتنع .. دول أخرى مثل فنزويلا لديها رأي مختلف".

مفتاح السعودية وأنظار على ليبيا

وقبل أسبوعين فقط من اجتماع فيينا مازالت السعودية صاحبة النفوذ تتوخى السرية، وفي حين يشير المندوبون السعوديون بهدوء إلى أنهم قد لا يمانعون في فترة من الأسعار المنخفضة لمحاولة كبح الزيادة السريعة في إنتاج النفط الأمريكي، فإن البعض يعتقد أن الهدف هو الضغط على دول أخرى داخل أوبك للمشاركة في أي خفض للإنتاج الآن أو في المستقبل.

ولم تصدر تصريحات علنية عن وزير البترول، علي النعيمي، منذ سبتمبر/أيلول، مما حدا ببعض مندوبي الدول الأخرى إلى القول بإن السعودية تزيد الارتباك في سوق النفط وداخل أوبك.

وقال مندوب ثالث لم يكن يتوقع خفض الإنتاج، لكن موقفه بدأ يتغير هذا الأسبوع : "لست متأكداً.. الأمر بالغ الصعوبة".

وقال العضو المنتدب ومدير أبحاث السلع الأولية لدى سيتي في نيويورك، إد مورس، إن السعوديين يرغبون على ما يبدو في رؤية، وأضاف: "استعداد ملموس من المنتجين الآخرين للمشاركة في أي خفض للإنتاج".

وقال إن زيارة النعيمي الأخيرة إلى المكسيك غير العضو في أوبك قد تكون محاولة لحشد الدعم لخفض واسع النطاق من داخل المنظمة وخارجها مثلما حدث في أواخر التسعينيات.

وهناك احتمال آخر بأن تتجاوز الأحداث المنظمة، فليبيا، عضو أوبك التي تعافى إنتاجها من حوالي 100 ألف برميل يوميّاً في يونيو/حزيران إلى حوالي 900 ألف برميل يوميّاً في سبتمبر/أيلول، تعاني مجدداً من القلاقل السياسية.

وقد تراجع إنتاجها النفطي بالفعل - وصل إلى حوالي 500 ألف برميل يوميّاً- ممّا قد يقلص حاجة المنظمة إلى الاتفاق على خفض رسمي أو غير رسمي في الوقت الحالي رغم أن الأسعار لم تبد استجابة تذكر حتى الآن.

وقال وزير النفط الكويتي، علي العمير، إن على المنظمة مهما يكن من أمر أن تبدو متحدة أمام سوق النفط بعد الخلافات الأخيرة، وأضاف: "المهم هو أن نتفق".

المساهمون