غزة تحتاج 600 مليون دولار لإنهاء أزمة الكهرباء

غزة تحتاج 600 مليون دولار لإنهاء أزمة الكهرباء

08 سبتمبر 2014
تواصل أزمة الكهرباء في غزة(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
قال نائب رئيس سلطة الطاقة، فتحي الشيخ خليل، إن الخسائر المالية لاستهداف محطة الكهرباء والشبكات الداخلية خلال العدوان الأخير على غزة بلغت نحو 35 مليون دولار، في حين تبلغ التكلفة المالية لحل جذري لمشكلة الكهرباء 600 مليون دولار.

وشدد الشيخ خليل لـ"العربي الجديد" على أن "الحل الجذري يتمثل في زيادة كميات الكهرباء الواصلة إلى المحطة من الأراضي المحتلة، وتوسيع المحطة من الداخل، وصيانة الشبكات الداخلية الموزعة في المحافظات".

كما لفت إلى حاجة القطاع إلى قرارات سياسية لإنهاء هذه الأزمة من قبل ربط محطة كهرباء غزة مع الوسط الإقليمي العربي عبر منظومة الربط الثماني، والتي تضم مصر، ولبنان، وليبيا، والأردن، وسورية، والعراق، وتركيا.

وأوضح المسؤول الفلسطيني نفسه أن المحطة بحاجة إلى عام لكي تعود للعمل، في حال تم ترميم وإصلاح ما دمره الاحتلال خلال العدوان من قصف مخازن الوقود ونظام المعالجة الخاص بالمحطة، مع إمكانية تشغيلها، بشكل مؤقت، في غضون شهرين إذا توفرت الإمكانات الضرورية لتوفير خزانات ونظام معالجة.

من جهته، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بغزة، جمال الدردساوي، إن "القصف العنيف على المناطق الحدودية للقطاع خلال العدوان أدى إلى تدمير عشرة خطوط كانت تنقل الكهرباء من داخل الأراضي المحتلة بمقدار 120 ميجاوات، والذين تم إصلاحهم في فترة التهدئة بعد 30 يوما من العدوان".

وأضاف الدردساوي في تصريح لـ"العربي الجديد" قائلا: "الخطوط المصرية تزود محافظة رفح فقط بـ30 ميجاوات، وتلبي 40 في المائة من احتياج المحافظة ذاتها، في الوقت الذي توقفت فيه محطة تنتج 65 ميجاوات، بشكل تام".

وبعد استهداف الاحتلال لخزانات الوقود الموجودة في المحطة وسط القطاع بشكل مباشر ومتعمد، تقلص إنتاج الكهرباء إلى 150 ميجاوات، ما يعادل 25% من حاجات القطاع.

وأوضح الدردساوي أن القدرة الكهربائية الحالية لا تلبي الحد الأدنى من احتجاجات المواطنين، فتصل لهم الكهرباء بمقدار خمس أو ست ساعات يوميا، مع إعطاء حق الأولوية للقطاعات الحيوية الهامة كالمستشفيات ومحطات الصرف الصحي وآبار المياه.

وتتراوح حاجيات قطاع غزة بين 480 إلى 500 ميجاوات من الكهرباء، لكنه لا ينتج سوى 215 ميجاوات تأتي، بالأساس، من ثلاثة مصادر، هي محطة غزة الرئيسية وخطوط كهرباء قادمة من الأراضي المحتلة وأخرى مصرية.

وذكر أن طواقم الشركة تواجه نقصا حادا في المعدات، بعد استهدف الاحتلال لمخزن المحطة الرئيسي في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، واشتعال الحرائق فيه، والمقام على مساحة خمسة دونمات، وكان يضم كافة معدات الشركة ومستلزمات العمل، مما رفع خسائر استهدافه إلى 15 مليون دولار.

ونبه المسؤول الفلسطيني أيضا إلى أن "محطة الكهرباء الوحيدة في غزة تتعرض لاستهداف مباشر وغير مباشر منذ نحو عقدين، عبر منع الاحتلال لإدخال الأدوات وقطع الغيار إلا بعد مماطلة كبيرة، وتعرضها لتدمير كلي قبل ثماني سنوات"، على حد قوله.

ورأى الدردساوي أن "الاحتلال يسعى إلى جعل غزة عطشى للكهرباء بشكل دائم، مع إبقاء مشكلة الكهرباء ورقة ضغط على الفلسطينيين"، مطالبا في الوقت نفسه بضمانات دولية وعربية تمنع الاحتلال من استهداف المحطة.

اعتاد سكان قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات، على انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من اثنتي عشرة ساعة يومياً، غير أن العدوان الإسرائيلي الأخير قلص مدة استفادة سكان القطاع من الكهرباء إلى خمس ساعات يوميا في أحسن التقديرات.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية في صيف 2006 المحطة بشكل كامل، ولم يشرع في استغلالها، بشكل جزئي، إلا في 2010، غير أن الاحتلال عاود استهدافها مجددا خلال العدوان الأخير.

ويعاني قطاع غزة أزمة كهرباء حادة منذ فرض الحصار الإسرائيلي قبل ثماني سنوات، مما أدى إلى نشوب عدة أزمات إنسانية طالت كافة المرافق الرئيسية في القطاع، الأمر الذي يستلزم وضع مشكلة الكهرباء على سلم أولويات خطة إعمار القطاع.

دلالات

المساهمون